نَفَحَاتٌ فِيسبوكِيّةٌ
بقلم: فؤاد زاديكى
في بَسَاطةِ الصَّباحِ تَنبُضُ الحياةُ بروحِها،
وترقُصُ الأزهارُ على أنغامِ الرِّياحِ بعطورِها،
في سماءٍ زرقاءَ تتلألأُ شمسُ النَّهارِ بوهجِها،
تنشُرُ الضّوءَ والدِّفءَ في كلِّ زاويةِ بسخاءٍ و عطتاءٍ،
تتراقصُ الأشجارُ بأغصانِها الخضراءِ مُتمَايلةً مُتَغِنَّجةً،
تبعثُ الأملَ والسلامَ في كلِّ قلبٍ يحملُها, و نفسٍ تَتُوقُ لها،
تتمايلُ الأنهارُ بلطفٍ و انحِدارٍ بينَ الوديانِ بصبرٍ و أناةٍ،
تروي الأرضُ عطشَ الأرواحِ بنسائِمِها العليلةِ،
هكذا تتجلّى عظمةُ الطبيعةِ في كلّ مَناحي الحياةِ،
و هي تبعث الحياةَ والجمالَ في هذا الكونِ الخلّابِ.
لقد أحببتُ في هذا الكونِ البديعِ،
ضوءَ الفجرِ وهوَ يسبقُ شُروقَ الشّمسِ،
وأصداءَ الطبيعةِ الآسِرةَ ترتقي إلى السّماءِ،
في كلِّ شجرةٍ حكايةٌ، وفي كلِّ نَجمٍ قصيدةٌ،
وبين أنفاسِ الهواءِ تُعزَفُ مَقاماتُ الحياةِ مُرَنِّمةً,
تعبيرًا عنِ البهجةِ و الفرحِ و السعادة،
أحببتُ في كلّ لحظةٍ تَجَسُّدَ الجمالِ في روعتِهِ،
حينَ ترتقي الأرواحُ لأعالي السّماءِ تُناجِي الملائكةَ،
مُسَبِّحةً, مُرَنِّمةً تعبّرُ عن شكرِها للخالقِ.
إنّها عشقي اللامُنتَهِي, اللامُتَنَاهي لهذا الكونِ الرائعِ البديعِ،
كَمِ المشاهدةُ معكَ لذيذةٌ كالقهوةِ في صباحٍ باكرٍ.
عندما أراكَ, تُشرقُ الحياةُ بألوانِها،
و تنبُتُ الورودُ بأنواعها و، تزهُو الأشجارُ بشموخِها،
ترقصُ الأنهار جَذلَى بلطفٍ و أناقةٍ،
وتَتغنّى الطيورُ بأنغامِ الفرحِ، و هي تَصدحُ بأصواتِها الرقيقةِ
أنتَ نورٌ في دربي، وسلامٌ في قلبي،
أنتَ صفاءٌ في حياتِي, و مُتعةٌ في مَماتِي
أراكَ كلمةَ حُبٍّ في لغتي، وجوهرَ جمالٍ في معاني وُجُودِي،
فعندما أراكَ, يَنبضُ الوجودُ بمعاني الحياةِ،
ويتجلّى صفاءُ الكونِ في نظرةِ عينيك،
أترى كيفَ يرتقي الوجودُ بكَ؟
أنتَ بدايةُ كلّ البداياتِ الجميلةِ، ونهايةُ كلّ سحرٍ يَعبُرُ مَعالِمَ حياتِي.
كيف لي, أن أحيا بدونك؟
إنّه ذاكَ السؤالُ المريرُ, الذي يُطاردُني على الدّوامِ.
فأنتَ لستَ مجرّدَ شخصٍ عادِيّ في حياتي،
بل أنتَ الشمسُ التي تنيرُ سبيلي،
والنّجمةُ التي تَهديني روحَ السلام في الليلةِ الظلماء.
بدونك، أشعرُ و كأنّني في عَتمةٍ, لا نهايةَ لها،
حيثُ يغيبُ الأملُ وتختفي الألوان من حولي.
أنتَ النّسيمُ العليلُ, الذي يُجَدِّدُ الحياةَ في واقِعي،
والماءُ العذب الجاري, الذي يروي كُلَّ عَطَشٍ بقلبي.
بدونِ وجودِكَ، تَغيبُ الضّحكَةُ عن شَفَتيّ،
وتُصبحُ الدّنيا مُجَرَّدَ عُبورٍ لا معنًى لهُ،
أنتَ البسمةُ المُشرِقةُ, التي تُنيرُ أساريرَ وجهي كلَّ صباحٍ،
والدفءَ الذي يحتضِنُ صدرِي في أوج البردِ.
لن أكونَ كمَا أنا اليومَ, بدونِ وجودِكَ,
فأنت تَمنحُني القوّةَ و الصّبرَ لأتغلّبَ على التّحدياتِ،
وتُعطيني الأملَ, لأبتسمَ حتى و أنا في أصعبِ اللحظات.
كيفَ لي أنْ أحيا بدونِكَ؟
بِبَسَاطَة، و بِصراحَةٍ إنّي لا أستطيعُ.