اقتربت
بتسلل اقتربت، دنوت، انحنيت.
أمسكت بطرف خيوطها المتهادلة
و بكل شوق عالجت فيها كل المعاقد بالقطب.
ومحيت فيها كل أثار الندوب، كل الشطوب
وكل الذنوب ومنحنيات الشغب.
عالجت كل مواجعها. كل موجات الغضب.
وكل محالك ايامها العابقة بالصخب.
بطرف عينيها علي كم غضّت نظر.
وكم تمنت لي فيها ان أطيل النظر.
وأخذ الدروس عن كل المصائد والعبر.
على كل مفاصل كنهها المدروز شوقاً
وصدرها الرحب، العامر بالجواهر
والحلي وكل الأٓلئ والدرر
فنظرت فيها القليل دون أخذ صور
وبالاشواق تسللت العطور وكل السطور
وبحدق عينيها فكفكت الرموز،
كل الوشوم، وكل الخيوط فيها والعقد.
يلا الابداع كم شهدت شجون وفتون،
وعنونت بشعرها الهادل كل تناهيد الغضب.
يا لهف عمري كم نزلت دموع، وكم اضئت شموع
ونذرت الضلوع. وكم، وكم، وكم؟
بتسللاتي الشعواء لم أشفي العيون،
ولا الشجون، ولا قلبها المجنون،
ولا سحر عطرها المدفون،
الشاهد باللهب
المهندس حافظ القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق