الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

غبي سادج بقلم عماد فرح رزق الله

غَبِيٌ، سَاذَجٌ يرى نفسَهُ نَاضِجًا كِفَاية فقط لأَنه تَعَدَّى العِشرِينَ من عُمُره! يرى أن مَشَاعِرَنا مُجَرد مَشَاعِر عَابِرة كَلَّا، واللهِ مَا أَحَبَّ قَلبِي غيرَه، ما تَعَلَّقَت رُوحِي ولا تَشَابَهَت إلا بِروحِه، هو فقط من أَسَر عَقلِي قَبلَ قَلبِي، لَمْ أَكُن مِثلَ المُرَاهِقَاتِ يَوْمًا أَعجَبُ بِأَيِّ شَابٍ كان، أَتمَمَتُ عَامِيَ الثَامِنَ عَشَر وقَلبِي خَالٍِ من حُبِّ أَحَدِهِم، وَلَكِن لَمْ يَدُم هَذَا طَوِيلًا، جَاءَ هُوَ بِدُونِ مُقَدِمَات هَكَذَا صُدفَة، دُونَ أن نَتَحَدِّثَ كَثِيرًا وجَدتُنِي تَعَلَّقتُ بِه، مَلَامِحُه عَادِية، لكِن بِعُيُونِي مُمَيَزَة وكَأَنَّهُ الرَّجُل الأَكَثَر وَسَامَة، كَيفَ لَهُ أن يَأْسُرنِي هَكَذَا ويَمضِي؟ 
كَيفَ لِقَلبِي أن يَتَعَلق به وهو بَعِيدٌ كُل هَذَا البُعد؟ 
لكن في الحقِيقَة قَرِيبٌ مِن قَلبِي، قَرِيبٌ لِلحَدِ الذِّي جَعَلنِي أُدمِن التَّفكِيرَ به، مُحَبَبٌ لَدَيَّ أن أَتَذَكَّرَه، أن أُتَابِعَهُ هَكَذا من بَعِيدٍ، وكأني لَسْتُ مُبَالِيةٌ بَينَما قَلبِي الَّلَعِين يَنْغَمِسُ بِحُبِّهِ غَمَسًا، أَحلُمُ بِهِ كَثِيرًا هَذِهِ الأَيَّام، في الحَقِيقَة بِنَا سَوِيًّا، بِبَيْتٍ لَنَا يَمْلَؤُهُ الحُبُّ، والأَهَم الطُمَأْنِينَةُ وَالأَمَان، أَوَدًُ لَو أَظَلُّ نَائِمَةً أَحلُمُ وَأَحلُمُ فقط، لا أَبتَغِي غَايَةً غَيرَ قُربِه، لَا أَعلَمُ كَيفَ أَعشَقُهُ لِذَلِكَ الحَد! كَيفَ ومتَيٰ حَدَثَ كُلُّ هَذَا؟
 لَكِنَّهُ شُعُورٌ مُحَبَبٌ لِقَلبِي، نَعَم نَعَم، أَعلَم أن الشَوقُ صَعب، أَحيانًا أيضًا يَتَخَبَّطُنِي الشَّكُ والقَلَق، هَل أَمُرُّ في خَيَالِه أَيضًا، أم هو عَذَابٌ لِي فقط مِن طَرَفِي؟
 إنه لأَمرٌ مُرهِقٌ لا أُرِيدُ انتِهَاءَه، فقط أَحلُمُ، وسَأَظَلُّ أَحلُم؛ لَعَلَّ الحُلُمَ يَتَحَقَقُ يَومًا مَا.

 عماد فرح رزق الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مالك بقلم فيروز محمد

مالك.. كعبير الورد. حين يصحو فألقي. صباحي. فيعبق ويظل يضحك في وجهي والفرح. فيه. يترقرق قد كان. يقتلني فراغي وجاء لصي لوقتي يسر...