بحرٌ لا يتكرَّر
بقلمي أنور مغنية
أعلمُ أنَّكِ امرأةٌ
تحرسُ عينيها بسيفين
وأعرفُ أنكِ تحملين
على وجهكِ وردتين
وأعرفُ أني أمامك
مهزومٌ واسير
فلا ترمِ أسيراً في سجنٍ
أو تحرقيه بنار
كوني عادلةً
فبحركِ هائجٌ
وأنا لا قدرةَ لي
بالوقوف أمام الإعصار
إرمي عنِّي عذاباتي
دعيني لمركبي ومرساتي
واتركيني للعربِ الرُّحَّل
أو أضيعيني بين التتار
أعرفُ أنكِ كتابٌ
لا أبجديةَ لهُ وأنك
أصعبُ ألغاز الدُّنيا
وأنَّ المشكلةَ هي جهلي
بفكِّ الرموز والطلاسمَ والأسرار
عيناك ترمشان كفراشتان
وأناملك سنابلَ قمحٍ
وبأن شفتيك تحملان
عسلاً ورحيقَ أزهار
وأعرفُ أنَّ خصرَكِ لو اهتزَّ
تقومُ عواصفٌ وزلازلٌ ودمار
واعرفُ سيدتي
أنَّكِ وإن كنتِ لستِ بين يديَّ
وإن كنتِ بعيدةً
فأنتِ جرَّدتني من خجلي
وانتزعتني من جرأتي
واستوليتِ على كلِّ أشيائي
أراكِ في مرآةِ روحي
تجدلينَ شعرَكِ بالورد
تؤلفين الضفيرة
التي ترتاح لها يدي
وتغارُ منها عيني
لو نامَت على كتفيكِ
أنتِ المسافةُ المتبقِّية
بين تعقّّلي وجنوني
إلاَّ أني أحبُّكِ أكثر
هذه هي حالي معكِ
لقد وصلتُ
إلى أبعدِ ما أتصوَّر
أن أنامَ بين ذراعيكِ
هذا حلمي
ولا أريدُ أن أحلَمَ أكثر
أن أسبحَ على شواطيءِ صدرك
فهذه نهايتي
إنَّكِ بحرٌ لا يتكرَّر
أنور مغنية 27 01 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق