على وشك الصراخ . أنا الوردة المكتوية بنار الحرمان أنهكتني الأيام و أيبستني الذكريات ، قبل سطوعك في عمري تأرجحت ما بين السماء و الأرض فراشةً كنت أغوص بدموعي ، و أحترقُ بشموعي الكون برمته كان يقاسي الخيبة و الجمود ، أميرةً أحيا في قصر قلبك أتوج أنفاسك أتبرعم بصدق إخلاصك حبنا المتعربش على ثنايا الزمان كسيوفٍ لامعة و خيولٍ ثائرة و ينابيع متفجرة . . حبٌ تمناهُ أثرياء الأرض و ملوك الجان أسطورةٌ أهديها ألف سلام و ألف وردةٍ حمراء و حزمةً من النور و الضياء و رُزمةً من الأحلام البيضاء . . تدفقتُ ببهاء تلك الذكريات الغابرة الحيِّة في وجداني و كأنها وليدةُ كل اللحظات حتى قولبتُ أحمد داخل غلاف ملائكيٍّ و هو على الأرض يعيش ، لِمَ غدرتَ بي كل هذا الغدر ؟ لِمَ انتقمت مني بهذا العنف ؟ فأنا ضحيةُ مواقف ليس لي ذنب و الزبدةُ إني تهيأتُ للموعد الشفيف بناظريَّ ببالغ حبوري ، سرتُ بين الناس صاعقةً من الجمال تشق الدرب الرحب بنظرات المعجبين ، الأرض تتنهدُ من خطواتي و كأنها تنبضُ اندهاشاً و زهواً ، انصرمت
الصفحة - 141 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
الحصة الدرسية لم أفقه منها أمراً ، فجوارحي كلها كانت مع حبيبي ، ساعةٌ و نصف و أنا أرصد مثوله علَّ طيفهُ يلوح لي لكن لا جدوى اندفعت أرتاد الطريق العام عازمةً على القفول ، ازدردتُ غصاتي أمام فتنتي التي لامست كل من صادفها و لا أدرك كيف امتدَّ بصري إلى الطريق الفرعي الآخر و إذا بحبيبي ينتصبُ هناك ، و بغتةً عادت مشاعري تزقزق و استضاءت عينايَ و بدأت أمشي صوبهُ و هو يرنو إليَّ ، وصلتُ إليه و هو يقول :
- لِمَ تخلفتِ عن الموعد ؟
فأجبتهُ : لم نتفق هنا و . .
فأخذَ عليَّ حديثي قائلاً :
- كم اشتقتُ إليكِ .
سرنا جنباً إلى جنب في صمت و الشارع يكاد يخلو من المارة ، بدأ قلبي يحزني
- لِمَ لا ينتهزُ الفرصة ؟
لم يفارقني الابتسام برفقته
- كيف لا يبثني لواعجهُ ؟ لا يعقل أليس هو أحمد ؟ بلى هو بشحمه بل وربما زاد بهاءً . .
الصفحة - 142 -
رواية ابنة الشمس*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق