قصه الشاعر الاصمعي مع العاشق
بعض قصص التراث تقرؤها فتتخيّل أنها مقتطعة من فيلم هندي حافل بمشاهد الإثارة والفانتازيا ، لما تتضمّنه من مفارقات وصُدف غريبة يصعب تصديقها .
من هذه القصص واحدة رواها الأصمعي . يقول : بينما كنت أسير في بادية الحجاز ، إذ مررت بحجر كُتب عليه هذا البيت :
أيا معشر العُشّاق بالله خبّروا
إذا حلّ عشق بالفتى كيف يصنعُ ؟
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت :
يداري هواهُ ثمّ يكتم سرّهُ
ويخشع في كل الأمور ويخضعُ
ثم عاد في اليوم التالي إلى المكان نفسه فوجد تحت البيت الذي كتبه هذا البيت :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كلّ يوم قلبه يتقطّعُ ؟
فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت :
إذا لم يجد صبراً لكتمان سرّهِ
فليس له شيء سوى الموت ينفعُ !
وهنا يأتي دور المليودراما كي تضع نهاية للقصّة تمتزج فيها السوريالية بالتراجيديا الفاقعة . يقول الأصمعي : فعدتُ في اليوم الثالث إلى الصخرة فوجدت شابّا ملقى تحتها وقد فارق الحياة وقد كتب في رقعة من الجلد هذين البيتين :
سمعنا أطعنا ثمّ مِتنا فبلّغوا
سلامي إلى من كان للوصل يمنعُ
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكين ما يتجرّعُ !

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق