يا إمام الزمان أدرك .
سرقونا ، شردونا، قتلونا.
أعادونا إلى العصر الحجري .
قتلوا الحضارة وباعوا الذِمَم
وصادروا الأحلام
من عينَيْ كلِّ صَبيّْ.
اليوم عادت قريشٌ من كبوتها
وقام فينا ابو جهلٍ
يعيدنا للزمن الجاهلي .
فهل تبقَّى شيءٌ لنا من زماننا العربي ؟
سرقوا الزمان ولم يبقَ من وطني
إلا زجاجات عطري
ولفافات تبغي وطفلة بعمر البنفسج
أرادوها بَغِيّْ.
يا إمام الزمان أدرك.
لن تجدَ اختلافاً بين تضاريس وجهي
وتشققات أشجار العوسج فوق جبيني
قطعوا كلَّ غصنٍ نَدِيّْ.
يا إمام الزمان أدرك
إنهم يقتلون اليوم آلَ نبيّْ.
جردونا من حياتنا
وباعونا المواقف
جعلونا شراذما وأحزاباً
وألحقونا بالطوائف
فهذا عراقي وذا يمني
وهذا فلسطيني وذا أموي
قتلوا فينا العزيمة
يقتلنا هذا الصمت العربي .
في قلبي متَّسعٌ للجميع كدمي
وأغانٍ تحكي عن كرامتي
وتحكي عن وطنٍ أبيّْ.
رسمناه على صدورنا وسكنَّاه على مِحَن
في هذا الغيم الشديد التزاحم
ألا تكفي كل هذي الدماء
ألا تكفي هذا الغرور الغبي .
هل صار السلاح متَّهماً ؟
يُحاكم بالتشريد والتجويع
هذا الصراخ اللا متناهي
في طريق الأحلام سمعناه
ثم انتبهنا لنتعلم أمراً جديداً
ليعود الصمت العربي
ويعود الزمن العربي .
لنتعلم الضحكة من جديد
ونكتبُ تاريخاً جديداً
لا ضجيج فيه ونصعد نحو طفولتنا
نشحذُ سلاحنا من الأساطير
نكسر الأغلال ونرعبهم بإيماننا
والنصر شأن كل أبَيّْ.
ما الذي يجري ؟
سنبقى نقاتل ، نحاول ونقاتل .
نكتب القصيدة ونقاتل .
ثم نسأل عن بيتنا وعن أرضنا
ونسأل عن حال الساكنين
فالعيد قريبٌ قريب
فاصبر صبراً عظيماً يا أيوب
صبرك صبر نبيّْ.
من يختفي خلف الستار ؟.
من الذي أعطى الأمر بالدمار؟
من الذي يزور التاريخ ؟
من يعيد كتابة النص المسرحي ؟
من الذي يريدنا أن نصعد إلى السفن؟
ثم نهاجر على مراحل .
من الذي يريدنا أن نرحل عن أرضٍ
لأجلها كانت الأنبياء تقاتل ؟
ويرغِّبوننا بخيمةٍ تأوينا
من برد الشتاء تحمينا
فالخيمة هويتنا
والقرى المهجورة هويتنا
فماذا لو هُدِمَت الخيام واحترقَت؟
وصار الجمر رماداً
ماذا يتبقى من هذا الوطن ؟
ماذا يتبقى من الزمان العربي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق