السبت، 29 يونيو 2024

خارج نطاق الخدمة بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
خارج نطاق الخدمة 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 
نظراتها لابنها الوحيد الذي تخرج من الجامعه و يبحث عن عمل يوفر له مصاريفه الشخصيه حول حياتها إلي جحيم 
كم هي مشفقة عليه من تعب الحياه و قسوتها وما يتكبده من إحباط في ظل بطاله و فقر و في المقابل تقف مكتوفه اليدين لاتستطيع مساعدته بأي شئ تشعر كل لحظه بالعجز وولدها يسافر لاحدي المدن البعيدة حاملا حقيبة سفره يغيب عنها بالشهور حتي يخفف عنها أعباء المعيشه 
في كل ليله و بعد كل مكالمه معه تذرف الدمع و تكلم وسيادتها الباليه تشكو إليها الحال فالمعاش الذي تركه زوجها لا يفي بمتطلبات المعيشه التي تلتهم الدخل رغم محاولاتها المستميتة في التوفير و الاقتصاد 
أختمرت فكره التسول في رأسها و حاولت مرارأ أن تجوب شوارع المدن المجاوره بحثا عن المال خاصه أنها تجاوزت الخمسين من عمرها و لكن لم تحصد غير الكلمات اللاذعة و السخرية المهينة و التعليقات الجارحه 
يأست من فكرة التسول وفكرت في جمع المال عن طريق اصطياد الرجال الأثرياء في المواصلات بين المدن 
حيث يستغرق الطريق وقت طويل تستطيع فيه التعرف عن الرجل الذي يجلس جوارها و فتح حديث معه و تبادل ارقام الهواتف ومع الوقت تستطيع سحب أموال منه بطريقه بسيطه و سهله و تعدد مصادر دخلها بعدد الرجال الساقطون في شباكها فلا أحد يتوقع من مظهرها الوقور و لباسها المحتشم الأنيق وعمرها الكبير نسبيا أن تفعل ذلك 
و بالمقابل هي تختار الرجال كبار السن أصحاب المظهر الأنيق والهيئة الحكيمه و الذين تبدو عليهم مظاهر الثراء 
لم تنجح خطتها في البداية لتحفظ الكثيرون علي تكوين صداقه مع سيده تحتاج إلي المال بصفه مستمرة و دائمه الشكوي مل منها الكثيرون و فروا منها بلا رجعه 
حتي صادفت زينهم تاجر الخضار و حكت له عن ابنها و ظروفه خلال جلوسها بجواره في الأتوبيس 
وعدها بالبحث عن عمل مجزي لابنها في اقرب وقت نظرا لعلاقاته الممتده بالكثير من أصحاب المصانع و المزارع 
وأصرت هي علي دعوته في بيتها للغداء و لأمدده بأوراق ابنها اللازمه للعمل 
رحل زينهم بالدعوه خاصه أنه غريب عن المدينه 
ولجت للشقه و جلس زينهم علي الاريكه و أحضرت الأوراق و جلست بجواره و بعد أن وضع الأوراق علي المنضده 
وجدها تبكي بحرقه حاول تهدئتها و أحتضنها و بدأ في تقبيلها و هي منهاره بين يديه 
شعر برغبه شديدة في معاشرتها و هي تحاول أن تقاومه بميوعه ألهبت مشاعره أكثر مما كان و اصطحبها لغرفه النوم و عاشرها معاشرة الأزواج 
سحبت غطاء خفيف و بكت مره أخري 
أخبرها برغبته بزواجه منها عرفيا خاصه أنه كل عده ايام يزور مدينتها 
و مع الوقت عاشرها مره أخري وارتدي ملابسه و خرج للجلوس في الصاله 
ارتدت ملابس خفيفه و جلست بجواره يتفقان علي خطوات الزواج 
ودعته الي الباب و قبلها و خرج وهو يشعل سيجارته 
و ذهبت إلي النافذه تتبعه حتي وصل إلي نهايه الشارع و اختفي من أمام عينيها 
عادت الي الصاله و جدت أوراق أبنها ملقاه علي الأرض و عليها أثار أقدام زينهم 
اتصلت به الرقم خارج نطاق الخدمه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اغضب بقلم أحمد الكندودي

  اِغضب  *** اغضب لرد نخوتك التي  داسها جرو... فقد الملة  والهوية عجب ثر على صمتك عجزك ونقصك  ويأسك اِحرق  في النقس والعقلية كل خرافة... وشط...