الاثنين، 21 يوليو 2025

مرايا الخذلان بقلم رشيد الصنهاجي

 مرايا الخذلان 


نقفُ لهم في العاصفِ دون مِظلة

نرسمُ ظلالَهم من نورنا

ونُقيمُ لهم قُبّةَ العدلِ 

في زمنِ الزلزلة

نخسرُ لأجلهم أصدقاءَ الطريق

ونُوقنُ أنّ الوفاءَ ليس حسابًا 

يُغلقُ عند الضيق


لكن حين اشتدّت بنا الحاجةُ

أداروا ظهورَهم للحقِّ 

كأنّ الصدقَ جريمة

وتحوّلوا فجأةً إلى غرباءَ..

لا ملامحَ لا صدى لا ذاكرة قديمة


توارَوا خلف صمتٍ مدفوعِ الثمن 

كأنّنا لم نكن جدارَهم

حين سقطَ الزمن

تناسوا اليدَ التي رفعتهم من غبار  

وغرسوا في الطُهرِ شوكَ الانتظار


فشكرًا للوقت،  

هو لا يُخلفُ وعدَه في فضحِ الزيف

يُعرّي الوجوهَ التي تخونك بابتسامة 

ويُظهرُ أن في ثنايا الصداقةِ..

تاجرٌ يُحسنُ ارتداءَ قناعِ الكرامة


كنا نُهديهم صمتنا حين يصرخون 

ونُشعلُ قناديلَ حضورنا 

إذا ما توارى الكونُ 

عنهم وسكنَ السكون

حملناهم في الذاكرة كأوطانٍ صغيرة

لكنهم فرّطوا باعوا

بلا حتى تذكرة عبورٍ أخيرة


حين نادتنا الحقيقةُ لنشهد

كانوا الغيابَ المُتقن 

وأغلقوا أبوابهم بالمفاتيح الصدئة

تركوا السؤالَ يتيمًا في الهواء

ورحلوا كأنّ ما كان..

يكن يوما شيئًا يُذكر في السماء


زرعناهم في أرض النقاء 

لكنّهم أزهَروا شوكًا

وسقونا من كأس الجفاء

كأنّ القربَ خُدعة والمودةَ قناع

وكأنّنا كنا مجرّد طيفٍ

في حكايةٍ قصيرةٍ للنسيان تُباع


فلا عجب إن خانوك بلا أسف 

ففي زمن الأقنعة

يُجزى الصادق بالعُرفِ الأسف

دعهم مع تمثيلهم فالمسرحُ لا يدوم 

والقلبُ لا يُقنعهُ نصٌ خادعٌ

ولو أجادَ الخصوم


رشيد الصنهاجي

  /  تلقائيات /


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ بقلم جمال أسكندر

قصيدة (لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ)  بقلم / جمال أسكندر    يَا خَالِقِي إِنَّ عُرَى الهُمُومِ تَمَكَّنَتْ     سَلَّمْتُ أَمْر...