خلف سرب مر يوما من هنا
عبر باحات السمر
بين ذكرى وعبق
نحو عتم الأفق البعيد
في ٱحمرار الشفق...
وغروب موحش بالغيم
في ٱعتمالات المساء
عصفور بات وحيدا يا أنا...
في طريق الهجر...
يقتفي درب الخطر
خابئٌ خلفَ الظلام
بين أغصان الشجر
عند أحضان الليالي
حينما العتم ٱنتشر
طائر شهم أبي وجسور
نادر بين الطيور...
كنسور وصقور شامخات
تعفو عند المقدرة
وتحب وتسامح ثم تنسى
طائر من فصيلة نادرة
يلبس الحلم قميصا
وودودا... و مسالم
من سلالات الحمام
مرهف الحس وحر...
يا أنا...الطير الغريب
عاشق يهوى السلام
هائم في دروب العمر...
مسافر نحو الصبا
تحت أصوافِ الغمامْ
قلتُ في أصداء روحي
وهي تطفو في الأفق...
فوق أيامٍ خلت من خطِّ عمْري
عندما حل المشيب والهموم والقلق...
و صرت أكبر... وأكبر...!!!
مَا دهاني أن أغامر...؟!
كالكَواسِرْ..؟
ما لهذا الضيق من عتم النفق...؟!!
يا قطار العمر مهلا لا تسافر
لما رمت السفر...؟؟
وأنا الطفل البسيط
ليت العمر قد نسيني
عند أيام الطفولة وأيام الصبى
ليتني لا زلت غلام...!
فرخا أكتسي ريش الحرام
كلُّ أحلامي دروب قد ألفت للقرى
فرح عش عند مرج وبيوض...
وحنين... وحنين... وحنين...!!!!
وقطيع ذات عود ومساء
وربيع وصقيع...
كل أمانيا...
شدو طفل وأغنيات...
لمس أم ودفء حضن...
واطمئنان وسهاد ومنام...
أنا الطفل البسيط...
كل أحلامي فقاقيعٌ تبدّت في القِلاتْ
حينَ زخَّاتُ المطرْ...
وعويل الريح ذات ليل للشتاء
وبايات للدجاج فوق كوخ وبيات...
ونباح وصياح وثغاء...
وهمس أمي وأبي ودعابات...
ضحكات في ٱعتملات السهر
و صفاء وبراح ورياح...
كلّ أحلامي جلسه من ليالي الأنس
ذات موقد للسمر...
كل أحلامي أن يظل القَتْر يهمِي
وأرى قطر الندى...
يلمع فوق أغصان الشجر
ليت يوما من أيام الطفولة
تنجلي عني همومي...
منتهى الحلم فيه حلوى وسكر...
ومدى ٱرتعاشي و سيل لعابي...
ليت ينجلي عني اغترابي
ويعود لي سرب الحمام
وعلى بساط الحلم
أطير خلف السرب نحو أيام الصبى
أحضن تلك النوادي ودروب للقرى
من شذى طيب الثرى...
وأطير خلف سرب مر يوما من هنا...
-سمير بن التبريزي الحفصاوي🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق