يا دعوتي التي أتت متأخّرةً،
لعنتي بعدَ سنواتي الطوال،
وأفكارِ العشقِ المتتابعةِ،
وثورةٍ مجنونةٍ ثارتْ على عقلي.
كلُّ أفكارِ العشقِ الماكرةِ،
جريمةُ الذي استقامَ
في هدوءِ العقلِ،
لا مشاعرَ هادرةً،
ولا أحلامًا سافرةً.
احتباسٌ لا أنفاسَ فيه،
أو نبضاتٍ عابرةً،
ليسَ إلّا عملٌ واجتهادٌ،
إلّا للذكيّةِ الماهرةِ.
كانَ كُلّي في مواتٍ،
لا حياةَ،
إلّا عقلٌ كانَ بالعقلِ يَحيا،
وبالأفكارِ يتغذّى.
كانتِ الكلماتُ خرساءَ،
ليسَ فيها ألفُ معنًى،
إلّا معناها الواحدَ،
والعباراتُ هزيلةٌ،
تترنّحُ ضعفًا،
كلُّها فقطْ مفرداتٌ.
اليومَ أُغادرُ لحبّها،
اليومَ
أخرجُ للحياةِ.
من جنّةِ المستقيمِ والوَارفةِ النعيمِ،
إلى ضلالِ العشقِ المُفعمِ بالموبقاتِ،
خفقانٌ،
وانتظارٌ،
وجنونٌ،
وانتحارٌ،
عالمٌ لا هدوءَ فيه،
انفعالٌ وشجارٌ.
ارتحالٌ
بينَ بينِ العشقِ والجنونِ،
ألفُ حالةٍ بينَ الثواني،
والدقائقِ والساعاتِ.
من سعيرِ العشقِ
كلُّه قد يذوبُ،
يتبدّلُ،
يتحوّلُ،
إلّا سجني في سكونٍ وهذيانٍ،
إلّا أنْ أحيا
كتمثالٍ،
ليسَ لي من هُويّةٍ
غيرَ بعضِ العباراتِ.
هذا كانَ يومًا ما عاقلًا،
فتحوّلَ
إلى همجيٍّ
يرقصُ
في حفلِ النبضاتِ،
ينتشي
من نظرةِ أُنثى
تُربكهُ،
تُرديهِ،
قتيلًا
بينَ آهاتٍ وآهاتٍ.
فَضّلَ
أنْ يعيشَ مَسخًا
عن وقارِ الراسخِ في الثباتِ.
بقلم الشاعر: ابو عاصف المياس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق