يا صاحب الخلق العظيم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
دع عيوني تشرب بأيادي عيونك كأس
تروي به عطش السنين وتذهب الأنين
دعها تهيم في جمالك طول عمري
فإن النظر في وجهك عين النعيم
دع قلبي يترنم ويتمايل طربا وعشقا
بأعظم خلق خلقه الله العظيم
دع روحي تطوف بك وتصلي مسلمة عليك
يا ذا المقام المحمود يا حبيب رب العالمين
لا يمل العاشق ولو نظر لمعشوقه دهرا
فما الحال ومعشوقي طه الأمين
فالشوق الصادق يزداد بلقاء المعشوق شوقا
وكذا يزاد الهيام هيام ويزداد الحنين حنين
جعلت صلاتي كلها لك يا رسول الله مهرا
بنظرة رضى منك يا خير المرسلين
وأنا على العهد يا رسول الله دوما
فإن قبلتني فذاك حق النعيم
هذا خاطري فهبه جبرا
يا ذا الخلق العظيم
حبك شق في شراييني نهر
بدل صحرائي بجنات النعيم
كنت تائها بذنوبي ثملا
فهداني الله بك يا رحيم
فخرجت من تيه الذنب يقظا
يخطو قلبي على خطى القدمين
وهذا لي يا حبيب الله عز وشرف
فقد وطئا ساحة العرش العظيم
فجد علي محبيك بالوصل دوما
فأنت الرؤوف وأنت الرحيم
وليس لحب رسول الله عوض
فمن جحد حبه هوى في الجحيم
وما الفقر بنقص مال وعرض
إنما فقر القلب من حب الأمين
وكلما إزددت لرسول الله حبا إزددت قربا
وإلا فذنوب قلبك لك حاجبين
فإن حب رسول الله قول وفعل
ينتج عن قلب سليم
ولرسول الله في قلوبنا عرش
يطوف حوله نبض العاشقين
يصلوا عليه ويلقوا سلاما
فما عيونه عن عاشقيه غافلين
ومن مشى على خطاه دوما
سيكون حتما إليه من الواصلين
ولتنتظر شفتيه من يديه كأس
يودع به ظمأ الحرمان الأليم
فلا يخشى حسابا أو عذابا
فإنه بشفاعته من الآمنين
نعم رسول الله بشر
لكن علا بالخلق العظيم
فلم يصل لمقامه أحد
ولا الملائكة المقربين
وإن أردت على قولي دليل
فاسأل جبريل الأمين
وطهر قلبك وزد عليه صلاة يزدد صفاء
سيلقي الجواب في قلبك رب العالمين
فكل الخلائق ما بين نور وظلمة
ورسول الله نور فوق نور مبين
وله باطن هو سر الله العظيم
وهو المرسل بالرحمات لكل العالمين
ومن عظم رسول الله حقا
فقد عظم مرسله الله العظيم