ويصرخُ الطّفلُ الشرقيّ..!! شعر / وديع القس
***
بمناسبة يوم الطفل العالمي 20 / 11 من كل عام
******
يوم الطفل العالمي هو مناسبة عالمية تُعقد في 20 / 11 / تشرين الثاني نوفمبر من كل عام لتسليط الضوء على حقوق الأطفال واحتياجاتهم، ولرفع الوعي بأهمية توفير بيئة آمنة وداعمة لهم. وتُعدّ هذه المناسبة فرصة للاحتفال بما يحمله الأطفال من طاقة، وابتكار، وصدق، وقدرة على رؤية العالم بعيون لا تعرف سوى الفرح والبراءة .
يوم الطفل يذكّرنا بأن بناء المستقبل يبدأ من رعاية الحاضر، وبأن الاستثمار في الطفولة هو أرقى أشكال التطور الإنساني .
****************
ويصرخُ الطّفلُ الشرقيّ..!! شعر / وديع القس
/
لم يبقَ غيركَ يا ربّيْ على شفتي
ليستجيبَ لأوجاعي وأسئلتيْ
/
لم يبقَ غيركَ يا ربّي يصبّرني
ويمسَح الدمع عن عينيْ لتعزيتيْ
/
لم يبقَ غيركَ ياربّيْ يعرّفنيْ
صوت البراءةِ من أصواتِ قاذفةِ
/
لم يبقَ غيركَ ياربّي ليسمعنِيْ
لحن الطفولةِ من أطلالِ مدرستي
/
لم يبقَ غيركَ ياربّي ليمنحنيْ
عزم الثّباتِ على فقدانِ عائلتي
/
أينَ الغوالي الّتي في جرحها وَجَعِيْ
أمّي ـ أبي ،أينَ ألعابي ومقلمتي ..؟
/
أينَ الوجوهُ الّتي كنّا نسامرها
أخي وأختي ومّن كانوا بمكرمة ِ..؟
/
أينَ الوجوهُ الّتي كنّا نصادقها
في كلِّ يومٍ معَ الأحلامِ ساهرةِ ..؟
/
أينَ العيونُ الّتي كانتْ تراقبنا
في فرحةِ العيدِ عنواناً لقانعةِ..؟
/
أينَ الضّيوفُ الّتي كانتْ تعانقنا
في سهرةِ اللّيلِ تعبيراً لمكرمةِ..؟
/
أينَ الطّيورُ الّتي في شدوها نغمٌ
في أوّل ِ الفجرِ إنذاراً لغافيةِ ..؟
/
أينَ البيوتُ الّتي كنّا نعاشِرها
كأخوة الموتِ والأفراحُ في ثقةِ..؟
/
أينَ المدارسُ والأقلامُ تهجرها
أينَ المعلّمُ والطلّابُ تائهة ِ..؟
/
أينَ الكنائسُ والأجراسُ قد صمتتْ
أين َ الجوامعُ من صوتٍ لمئذنةِ..؟
/
أينَ الأخوّةُ في الأديانِ من قيمٍ
أينَ العشائرُ في حكمٍ بمفخرة ِ..؟
/
أينَ الحدائقُ والأزهارُ باكيةٌ
تبكي رحيلَ فراشاتٍ بهاجرة ِ..؟
/
أينَ المعاملُ والعمّالُ غارقةٌ
في لقمةِ العيشِ حسبانا ً لفاجعة ِ..؟
/
أينَ البيادرُ والفلاّحُ في لهفٍ
عند َ الحصاد ِ ينادينا بأُغنية ِ ..؟
/
سنابلُ القمح ِ في شوق ٍ إلى مطرٍ
وعِرقُها منْ سموم ِ الغدرِ مُحرَقةِ
/
أمّي وطعمُ الرّدى قد شقَّ أفئدتي
لونُ الدماءِ بعيني وهي ذاكرتي
/
لونُ الحِرابِ الّتي حزّتْ على جسدٍ
تستقبلُ الموتَ قربانا ً لعافيتي
/
أبي يعانقني .. والسيفُ مُغترِبٌ
والسيفُ يفصلُ حبّي عن معانقتي
/
أبي : وقد أحرقوا أشجارَ قريتنا
وعلّقوا جسدَ الرّاعي بمشنقة ِ
/
أنا البريءُ ولا أنسى معاملتي
أمّي مضرّجةٌ ،والنارُ مولعة ِ
/
برائتي ضَحِكَتْ من سيرة ِ العربا
كيفَ الزّعيمُ يناديْ حرقَ مكتبتي..؟
/
وقادةُ الشّرقِ ِ..أبطالٌ لأخوتهمْ
وخارجُ القصر ِ خدّامٌ لراقصة ِ
/
وقادةُ الشّرقِ .. أنذالٌ معاركهمْ
وقمّةُ المجدِ في أحضانِ غانية ِ
/
وليعلمُ الخوف إنّي سوفَ أغلبهُ
لا بالدماءِ ولكنْ في معاملتي
/
وكيفَ أنسى حليباً طعمهُ بدمي
لا زالَ يروي قناديلا ً بأوردتي..؟
/
كلُّ المعاني تنادينا على أملٍ
ومن براءتنا درب ٌ لناصعة ِ
/
أنا البريءُ وفي جرحي مجابهتي
علمُ البطولة ِ من سيماء ِ تربيتي ..!!
/
أوطاننا أملي والحبُّ يمنحني
صبرَ الشّدائد ِ عزما ً في مقاومتي
/
لم يبقَ غيركَ يا ربّي نطالبهُ
لحن ُ السّلام ِ كأطفال ٍ بحائرة ِ
/
فارحمْ بعينكَ واقبلْ مابهِ طلبيْ
والمسْ بروحكَ أوطاني بمعجزة ِ..!!.؟
/
ـ وديع القس ـ سوريا