فرضية الإلهام
___
® الدكتور فلاح الزيدي
مما كان شائعاً في زمن ليس بالبعيد من الان ،ان لكل شاعر شيطاناً خاصاً يوحي له، ويملي عليه مايخرجه للناس تحت عنوان الشعر ، والبعض منهم كان يعتقد انه آت من الجن، والبعض الاخر نسبه الى السحر.
ولكن بعد تقدم العلم واصل البحث النفسي الحديث تبين خلاف ذلك .
يحدثنا الدكتور هاردنج في كتابه (تشريح الالهام ) ، (ان هناك الكثير من مبدعي المعمورة من شعراء ورسامين وموسيقين ومكتشفين انهم يقعون تحت تاثير حالة نفسية مباغتة لايعرفون مصدرها في انفسهم وكثيرا ماتفيض القريحة لديهم فيضا يصعب عليهم تسجيله لسرعة تدفقه ، وهم يشعرون انذاك ان هناك قوة خفية خارجة عن ارادتهم تملي عليهم املاءً).
®تعليل علماء النفس لظاهرة الالهام
____
الكثير من علماء النفس والمختصين في البحث في هذا المجال، يعزون ظاهرة الابداع ومايتاتى منها الى فعالية (اللاشعور )في نفسية الانسان او في ذهنه.
فاللاشعور يخزن جميع المعلومات والتقلبات والافكار والتجارب التي ترد الى الذهن ، وعندما يعيش الانسان حالة معينة سواءً كانت مفرحة او محزنة او صدمة او ماشابه ذلك ، فانها تكون بمثابة القدحة المشعلة الى تلك الترسبات ، التي اختزنها اللاشعور في فترات سابقة ، حيث تاخذ تلك الافكار المخزونة بالتفاعل والتلاقح .
وبوجود عوامل مساعدة تمكن لها ذلك فتتولد في اجواء ذلك التفاعل!
اشبه مانسميها بالخيوط التي تعمل على ربط الافكار في بعضها البعض.
لذا سوف تكون المحصلة النهائية ان يكون القابع تحت تلك التفاعلات انسان خارق للعادة
®مثال تطبيقي لنظرية الالهام .
ــــــــ
لو اخذنا الشعراء على سبيل المثال لا الحصر ، فالملاحظ على نمطية هذا المجتمع انه يختلف بنسب جزئية عن بقية المبدعين، هناك اراء كثيرة وضعت في كيفية امتلاك الانسان لملكة الشعر ، بعد قراءة تلك النظريات والاراء خرجت بمحصلة نهائية(رأيي الخاص) مفادها
ان كل انسان على وجه البسيطة هو شاعر وهنا كلمة شاعر تاتي بمعناها المطلق لا الحصري ، ولكن المتعارف عليه في الشعر والشعراء ان القولبة اللفظية هي المعيار الاساسي في اطلاق تسمية شاعر على المرء.
® العوامل الاساسية التي تساعد في اظهار هكذا موهبة.
ـــــــــــــ
كما اشرت سابقا الى ان المفكرين اعتقدوا ان لكل شاعر شيطان اوجن يملي عليه تلك الارهاصات التي يخرجها الى الناس ، وكما ذكرت ان علماء النفس برّأوا الشيطان والجن ولو نسبياً.
انا اقول ان الشعر هو سر من اسرار النفس او الروح وماهو الا تجلي عياني للحالات التي تعيشها تلك النفس او الروح .
® الشاعر كراوي الحلم
ــــــــــــــ
لو نظرنا قليلا الى الاحلام كيف تحدث وكيف تصير لوجدنا ان الاحلام ماهي الا حالات ارتدادية لما يعيشه المرؤ في حياته اليومية وكما يقال (ان الليل مرآة النهار)
انا اشبه الشاعر كراوي الحلم ، فالحلم هو عبارة عن قصيدة تكتب باللاشعور او تكون مولودة في اجواء غير طوعية ، والحلم مثال جيد يحق لنا بوجه من الوجوه ان نشبه به ملكة الشاعر ، فالاحلام ماهي الا نواتج من تفاعلات تمر بالانسان بكافة الهيئات والتفاصيل والشكليات ، فيأتي الليل لكي يرويها الى العقل الباطني
لكي تظهر بما يراه كل انسان في لحظات نومه
هناك من يروي الحلم بكافة تفاصيله بادق العبارات وكانه يمر امام شاشة عينه ويكون حديثه عنه باسهاب يعجب السامع.
وهذا الشيء يملك من الشبه ماهو كثير من الشاعر الجيد الذي يخرج ماتعانيه نفسه او روحه من تجليات هو الراوي الوحيد والجيد لها.
®الفقر والشعراء
_____
لو نظرنا قليلا نظرة امعان الى ما انتجته قريحة وسليقة مبدعي العالم لوجدنا ان اللاعب الأساسي فيها هو الفقر
او العوز او الفاقة ، وكأن الفقر هو الزناد الذي يلقي بتلك الشرارة بين اكوام الترسبات الموجودة في الذات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق