الأربعاء، 26 يناير 2022

لا تستهويني البدايات المغلفة بالبهجة بقلم ربيعة محمد مارس

 لا تستهويني البدايات المغلّفة بالبهجة 

تلك الّتي  يعقبها الرّكود

لا  تستهويني اللّقاءات الخاطفة

ولا الابتسامات المفتعلة  

 ولا ترديد ألفاظ المجاملات المعتادة

 كمحفوظات أكرهنا على حفظها في المدرسة

فكلّ شيء مآله البرود  

لا أحبّ هدايا رأس السّنة

ولا غلافها الفضفاض المزخرف بالرّسوم والورود 

لا أحبّ يناير ..

إنّي أخشاه ..

أمقت وجهه المظلم العابس 

أكره ملامحه الباردة الغارقة في الجمود.. 

يناير شهر الغموض و الضّباب .. 

يناير شهر فجائعي والعذاب.. 

يناير شهر الرّحيل و الغياب  

يناير شهر اللّقاء الخاطف  

لمعةً من سراب ..

يناير حبل مشنقتي المعقود  

يناير ذئب جائع لايشبع إلا من دمي 

يتسلّل خفية إلى صندوق عتيق أخفيه في صدري

ويفتك ببعض أفراحي ..

يفترس بضراوته حلمي 

يناير يا عدوّي اللّدود

  أخشاك  

لا أحبّ هداياك  

فالبرد بين ثناياك

والحزن بعض عطاياك 

كيف أغيّر التّقويم ؟

كيف أستبدل وجه يناير الحزين؟

أهفو إلى حضن آذار

وإلى حلم ينام على خدّ وردة نديّة

و يستيقظ على بسمة شمس بهيّة

ويغتسل بقطرة طلّ نقيّة

ويمرح مع ألوان الفراشات

وأهازيج البلابل الشجيّة 

لِمَ لا يكون آذار رأس السّنة

ويكون الرّبيع الحافل هديّة ؟ 


_____________________

خواطر صباحية 

ربيعة محمد مارس/ تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لمن تنادي بقلم عادل العبيدي

لمن تنادي —————————- شظايا زجاج تناثرت  على أوراقي أوحى إلي درر تضيء كلماتي  أم شفرات حقد مزقت أشعاري لم أر غير ألوان الغبار ولم أسمع غير صو...