الاثنين، 25 ديسمبر 2023

كن منصفا لحياتك بقلم حسين حطاب

** كن منصفا لحياتك
– أنظر إلى نفسك والعمر يشد الرحال يطوي صفحاته ، يقذفنا كالكرات بين محطاته المتنوعة ، فيها لحظات أفراح ، وأوقات أحزان ، وساعات إنتصار وإنكسار ، يفوز بها من آمن بأنها رحلة واحدة في الدنيا لن تتكرر.
– الدنيا ملونة حقيرة ، فكن لواقعك بعيشة ترضاها ، ولا تضلل نفسك في متاهات الخيال وأطياف الوهم ، وإسبح في عالم الحقائق ، ثم حلق في واقع مثالي ، تريده أنت لا غيرك ، وإرضى بدنياك ، وإجعل نفسك طائعة لمواكبتها بقوة الإرادة وقدرة العزيمة . 
– تريد إنشراح الصدر ، وإزاحة غيوم الهموم والغموم من حقله ، ترغب في إبعاد سحب النكد والكدر من قلب يأبى الإبتعاد عن أطلال الحسرة والندم ،فالدنيا واسعة ، سافر في أرجائها ، وإقطع الأميال لتبصر صفحات الكون المرسوم عليها آيات الجمال المتنوع ، وأنظر من حولك إلى الحدائق الغناءة ، والجبال الشامخة ، وادإمتداد الصحراء الواسعة ، وتأمل في كل ما يحيط بك ، أنظر إلى الطير وخذ منه العبرة ، إلى جريان الماء في الأنهار ، وعمق الوديان ، وأفنان الأشجار الباسقة ، وتوقف قليلا عند أغمار الورود والياسمين ، متع ناظريك بأزهارها وأنفك بعبق رائحتها ، حينها تجد الإنشراح ، وتغمر روحك السعادة ، وينزاح الغطاء الأسود عن عينيك .
– إن البقاء وحيدا تعانق الألم ، تسمع أنين المحن ، وقرع طبول التشاؤم ، لهو إستسلام للفراغ الهائج الجائع أمام جحافل الأحزان ، وذاك مشروع فاشل يؤدي بك إلى مسلك الهلاك والإنتحار .
– إن الترحال في جوف النكبات ، تتلو خطب النكد ، تروي قصة المحن تدون صفحات الحسرة ، لظلم في حق نفسك ، أخرج من نفق الإتهام وسافر لتسعد  وتفرح ، فكر وتدبر متأملا في مخرج يقيك شر البؤس واليأس .
– صبرا جميلا والصبر يتحلى به الرجال الذين يتلقون به كل مكروه بصدور عارية رحبة ، فكن مثل هؤلاء ، وليس لك إلا الصبر منفعة ، فإن لم تقو على الصبر فماذا أنت فاعل ؟ 
– المصائب لن تتوقف بحمولتها المؤذية ، كن منتظرا لوقوعها ، فما عليك إلا بالثبات والشموخ كالجبل لا يتزحزح ، وترقب الأفضل فإن بعد العسر يسرا وإشراقة جديدة متجددة عند مطلع فجر محملا بالفرج ، لأنه عند مقارعة الكوارث و وقوفك ندا في وجه المصائب تنل ما ترغب فيه . 
– الهم حقير تافه ، فلا تجعل منه خيبة تعوق طريقك ، ولا تعاسة لنفسك تشل خطواتك نحو غد أفضل ، ولا قوة ضاربة تشل عزيمتك .
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...