بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثل زهرة وسط أكوام النفايات،
تستحتي من الألوان، من العبير والعطر
مثل ربيع وسط الزلازل والغيوم والعواصف.
يستحي من الجداول والفراشات والعصافير.
مثل عاشق ملهوف ،
يمشي في الليل وسط المدافن والخفافيش والكهوف،
يستحي من نبضات القلب،
يستحي من المشاعر والأحاسيس،
يستحي من الكلمات والتعابير،
يستحي من الخطوات والمشاوير،
يستحي من اختلاجات الشرايين،
وهو يستمع كل يوم عن الإصابات والوفيات.
يستحي في كل مرة يتناول وجبة فطور،
وهو يستمع الى صرخات الجياع والمحرومين،
يستحي في كل مرة يأخذ فيها نفس،
وهو يتفرج على الكورونا وهي تفتك بالروايا وتحجب عنها الاوكسجين.
يستحي في كل مرة يظن فيها أنه سليم،
وليس عنده حرارة ولا يشتكي من عوارض،
يستحي في كل مرة يشعر فيها برغبة،
يستحي عندما تلامس بشرته أشعة الشمس،
يستحي كلما خطرت على باله الابتسامة،
يستحي كلما وشوش له الحنين،
يستحي من هذا الرعب والسكون،
كلما لاح له من بعيد لحن صامت حزين،
يستحي كلما لاح له في الأفق،
أمل خجول يتسلل مع الغروب،
يستحي مثل فراشة تختلس النظر الى الزهور،
مثل غصن شجرة يستحي من العصفور،
مثل وردة في الربيع تستحي من العطور،
مثل مجنون يستحي كلما خطرت على باله الأمور.
مثل نحلة صغيرة، تصحى على
كفوف الفجر ،
تعمل دون ملل، لا تزهق على
طول الدهر،
لا تسمع كلمة شكر، ولا تنتظر أن
تأخذ أجر،
باتت تخجل كلما حان لها أن
تلثم الزهر.
مثل عازف مشهور ،
يلعب على عود مكسور،
بات يخجل من النغم،
كلما لامست أنامله الوتر.
مثل رسّام موهوب،
بات يستحي من الحبق والمنثور،
في الباحات، وعلى أطراف الدروب،
بات يستحي من الألوان الزاهية،
يستحي من اللوحات والمناظر،
من زرقة السماء وخضرة السهول.
مثل موجة مذنبة ،
شاردة في بطن البحر،
موجوعة من شدة القهر،
تخاف ان تصل الى الشاطئ،
ولا تعرف كيف تعتذر من الصخر.
مثل شاعر شغوف،
يستحي في ظل الظروف،
من المعاني والحروف .
يستحي من نظرات الناس،
وهي ترتدي الكمامة والكفوف.
مثل إمرأة فاتنة،
تعشق الطبيعة والشجر،
تعشق ان تلامس بأصابع قدميها المياه،
صارت تستحي أن تجلس حافية على ضفاف النهر .
ــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق