الأربعاء، 24 أبريل 2024

سألتني الأرضُ بقلم حكمت نايف خولي

سألتني الأرضُ
َسألـَتـْني الأرْضُ يَوما ً كيفَ لا ُتطـْري جَمالي
َكيفَ َتمْضي ساهيـا ً عَنـِّي وَمَشـْدوه َ الخـَيـــال ِ
لـمْ َتعُـدْ ُتـغـْريـك َ مِـنـِّي كـل ُّ لذ َّات ِ الو صال ِ
والـــــــغـــوانــــي يَـتـمايَـلـْن َ ِبــغُــْنــج ٍ ودَلال ِ
يَـتـهـادَيـنَ عـلى مَـوج ٍ منَ السِّحْـر ِ الـــحَــلا ل ِ
شهْوَةُ الــسُّـلطـان ِ غابت ْ مثـْل َ أوهام ِ الظـِّلال ِ
وَبَريقُ الـتـِّبْر ِوالمـــاس ِ َخبــا بــين َ الزُّبـــال ِ
لمْ يَعُـدْ يُغـْويــك َ َشيءٌ مـن بَـهـائـي وَجَلالــي
شـــامِخا ً َتزْهو بِحُسْن ٍ ليس َ مـن جــاه ٍ ومال ِ
أيُّها المُخـْتالُ َزهْوا ً كيــفَ َتنـْجـو من عِقالـي
*****
فأجَبْتُ الأرْضَ : مَهْلا ً قد َفهِمْت ِ الأمْرَ زورا
أنا لا أخـتـال ُ تــيـها ً كـِـبْــر ِيـاءً أو ُغـــرورا
عَين ُ ِجــسْمي من ُتراب ٍ َتشْـتَهي ماسا ً وتِبْرا
وَتذيقُ النـَّفـْس َلذ َّات ِ الهَوى عِطـْرا ً وَسِحْـرا
وَتمَنـِّي الـَقـلـْب َ مُـلـْـك َ الأرْض ِأجْـواءً وَبَرَّا
غيرَ أنَّ الرُّوح َ َتثـْوي في الحَشا ُلغزا ًوَسِرَّا
هيَ ليسَت ْ من ُتراب ِ الأرْض ِ بَدْءا ً أو مَقرَّا
هـي َ تـأتي من بَعيد ٍ من بِلاد ِ النـُّور ِ نـــورا
تـتـلـوَّى في َلهــيـب ِ العُمْر ِ بُـؤْسـا ً أو حُبورا
وَتعاني من سَعير ِ الغـُرْ بَة ِ الـمُـرَّ الـمَــريـرا
*******
فـي كِـفـاح ِ الـعَـيش ِ كمْ خاضتْ قِتالا ً ونِزالا
كمْ َترَدَّتْ في ظلام ِ الفِكـْر ِ َتسْـتهْوى الضـَّلالا
وَتـمَـنـَّـتْ لـو َتـحـوز ُ الأرْضَ أطيانا ً وَمــالا
وَتـشهَّـتْ ُكلَّ مـا في الكون ِ حُسْـــنا ً وَجَمالا
فـاسْـتـفـاقـتْ لِتـَرى العَـيـش َ سَرابـا ً وَظِـلالا
وَترى الأحْلام َ أوهـامـا ً وغِــيـَّا ً واعْــتِــلالا
وَترى العُمْرَ ُشعاعا ً لاح َ في الأفـْق ِ َومـالا
لِتعود َ الرُّوح ُ نورا ً صافـيـا ً َتـزْكــو جَمـالا
حُـرَّة ٌ مـن ُكـلِّ أسْـر ٍ ِبــبَـــهاهـــا َتَـتـَعالى
تنـْضَوي بالطـُّهْر ِ بُرْدا ًترْشفُ الحَقَّ الزُّلالا
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عادت لجنائن الورد مسكنها بقلم ابو خيري العبادي

عادت لجنائن الورد مسكنها يوم فرشت لها الطريق  من الريحان وردِ أنيقة حتى في خطواتها تميل كسعف النخل  أخاف عليها من طيب قلب  أصيلة من صلب ذاك ...