في ذكرى السبعين يا جزائر
ترتفعين على الأفقِ منائر
يا ثورةً سالت دماءُ أبطالها
فأنبتتْ في كل شبرٍ ثائر
صعدتِ من لهيبِ الموتِ عزةً
كأنَّكِ من صخورِ الجبالِ قواهر
سبعونَ عامًا و العروبةُ تهتفُ
يا جزائرُ ، أنتِ للعزِّ صاغر
من بئرِ البطشِ استخرجتِ نورَكِ
فأنبتَ ليلُ الاستبدادِ أزهارَ مظاهر
كلُّ بطلٍ سقطَ تحتَ سيفِك
رفعَتِهُ الأرضُ شهيدًا و ناظر
من جبالِ الأوراسِ قد سَطَّرتِ
ملحمةَ الحريةِ ، و العزمُ باهر
يا شعبَ المليونِ ، كنتَ أسطورةً
أمامَكِ ذلَّ الطغيانُ و سافر
يا صوتَ الأحرارِ في دنيا النّضال
من جراحكِ نبتَ ألفُ ثائر
في قلبِ كلِّ جزائريٍّ حرٍّ
نبضُ الحكاياتِ ، و العزمُ حاضر
لا زالتِ أقدامُ الشجعانِ تمضي
في طريقٍ رسمتهُ الدماءُ و الحواجر
قد استيقظتِ من سباتِكِ العميقِ
لتكوني للعالمينَ مثالًا نادر
من البحرِ إلى الصحراءِ تصدحينَ
كرامةً ، و عزًّا ، و وجهًا طاهر
يا بلدَ العروبةِ و الكرامةِ
يا وطنَ المجدِ ، و السماءِ السافر
سبعونَ عامًا للحقِّ تنتصرين
و للعدوِّ سيفُكِ ما زالَ باهر
يا جزائرُ ، أنتِ للأمةِ قلبُها
و شموخُكِ فوقَ الزمنِ مسافر
من شموخِ جبالِكِ استلهمتِ
عزيمةَ الأبطالِ ، و المجدَ ذاكر
قد حرَّرتِ الروحَ من قيدِها
فأصبحتِ في دنيا الأحرارِ ساحر
لا زالتِ دماءُ الشهداءِ تروي
أرضَكِ بالعزِّ ، و الفتح ظاهر
من كلِّ طفلٍ يولدُ فيكَ
تولدُ فينا ألفُ حُلمٍ و آمر
يا أمةَ النصرِ ، أكملي مسيرتكِ
فالمجدُ ينحني لجهادِكِ الباهر
من أجلِكِ يا جزائرُ ، رفعنا
راياتِ المجدِ ، و الشموخِ الطاهر
سبعونَ عامًا و ذاكرةُ الأيامِ
تحملُ في قلبها كلَّ صابر
قد كنتِ يا جزائرُ للعروبةِ
نورًا يهدي ، و سيفًا ظاهر
يا ثورةً عُلِّقتْ في صدرِ السماءِ
تُحيينَ فينا كلَّ حلمٍ و ذاكر
في ذكرى السبعينَ نَحني الرؤوسَ
لكِ يا جزائرُ ، أنتِ فخرُ الحواضر
مجدُكِ خلودٌ ، و سيفُكِ خالدٌ
و كلُّ الطغاةِ أمامكِ هم عابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق