الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

عازف ُ الليل بقلم محمد الأمارة

عازف ُ الليل .........

ما بالك َ
أيها الليل ُ
لا تأبه ُ لحالي
و أنت َ الذي ْ
يعصف ُ ببالي و خيالي
دون َ رحمة ٍ
أو إشفاق ِ ..

و كأنك َ تعلم ُ
أن لا لقاء َ بيننا
و لا موعد َ يجمعنا
بعهد ٍ أو وثاق ِ ..

 أو كأنك َ 
تركن ُ لعزلتي
و تأنس ُ لوحدتي
مع َ خيبة ِ أملي
و اطراقي ..

فمالها
لا تصدح ُ حبال َ صوتي
و مالها
الأقدام ُ لا تحملُني
على المضي
و اللحاق ِ ..

و أنا الذي ْ
لا يفهم ُ ما جرى
و ألف ُ آه ٍ
بصدري أزفُرها
من أليم ِ البعد ِ
و الفراق ِ ..

حطت ْ
علي ّ الهموم ُ كأنها
الرواسي َ ما أثقلَها
و ليس َ الزمان ُ
بالحُصن ِ المنيع ِ
الواقي ..

أفتقدها 
و ليت َ عيوني
بالوجد ِ ما سَهُدت ْ
و ليت َ صبابتي
على الخدود ِ تناثرت ْ
بفيض ِ الدموع ِ
في المآقي ..

لعنت ُ
كُل َ المسافات ِ
بالبعد ِ عنها
و شكوت ُ بالصمت ِ
مرارة َ الفقد ِ
من ْ هزيع ِ الليل ِ
و حتى الصباح ِ
و الإشراق ِ ..

ضممتُها
إلى صدري و خبأتها
في سُرات ِ
العين ِ و القلب ِ
و تحت َ الجفون ِ
الطباق ِ ..

و ليس َ
سوى خافقي
سكن ٌ لها
و ليس َ سوى
خيالُها الجامح ُ
بشفيف ِ البوح ِ
في الأحداق ِ ..

و يفضحُني الهوى
بطول ِ السهر ِ و النوى
برعشة ِ أناملي
و شحوب ِ وجهي
و كثرة ِ تلعثُمي
و إخفاقي ..

أترى 
يهجع ُ القلب ُ
أو يستكين ُ ..!؟
مع َ كل ِ هذا
الوَلَه ِ و الحنين ِ
دون َ لثم ٍ
أو عناق ِ ..

و طيفُها الذي ْ
يُراودُني بيقظتي و أحلامي
يغمُرني عبقا ً
بشذا ِ الورد ِ
في ليالي السُهد ِ
و الارهاق ِ ..

و لك ِ
في القلب ِ معزة ٌ
و عظيم ُ منزلة ٍ
أسمو لك ِ بمودتي
و ألجم ُ فيك ِ أعنتي
مع َ كل ِ لهفة ٍ
و اشتياق ِ ..

فكيف َ
لا أكون ُ شغوفا ً 
أم كيف َ
لا تُطيعني النفس ُ إذا ً
على البذل ِ
و الاغداق ِ ..

و قد ْ مُلئت ُ
حبا ً بها
و أوغل َ الهيام ُ
بجنون ِ هَوسي
و اتلاقي ..

عارية ٌ حروفي
إلا منها
تشدني بانوثتها
و ما يزال ُ همس ُ كلماتها
في الأذهان ِ
باقي ..

لذا تركت ُ
بمحراب ِ الحروف ِ أوجاعي
و أودعت ُ
ما بين َ السطور ِ
جل ّ أذواقي 
و كوامن َ ألقي 
و أشواقي ..

فترى الحروف ُ
تقصدني و تتبعني 
وتقرع ُ باب َ أبجديتي
فتنطُق ُ مخيلتي
بأرق ِ المشاعر ِ 
و أجمل ِ الخواطر ِ 
على الاطلاق ِ ..

لترقى
بغزل ِ الندى أبياتي
أو لتأسر َ الخيال َ
بدرر ِ الكلمات ِ
و الخواطر ِ و الهمسات ِ
بكمال ِ المعنى
و رفعة ِ الاذواق ِ ..

و ما حروفي
إلا أشرعة ٌ
و ما كلماتي سوى قوارب َ
أُبحر ُ بها
في لُجة ِ أهوائي
و أعماقي ..

لذا ..!! 
أطعمتُها الشهد َ
من رضاب ِ قصائدي
وألفيت ُ شعر َ الغزل ِ
على الأفواه ِ
حلو َ المذاق ِ ..

مُحياها كالقمر ِ
يسطع ُ ضؤه ُ
بين َ أحداقي
كنوبات ِ عشق ِ
من هيام ِ
العُشاق ِ ..

و لِصمتها
الغيث ُ إذا همى
و القوس ُ مُنحنى حاجبيها
والسهام ُ مقاتل َ
بلحاظ ِ عينيها
حين َ التلاقي ..

و الثغر ُ.. 
يعاضد ُ مبسمُها
و الشفاه ُ.. 
بريق ُ السيوف ِ
بإختلاف ِ النصول ِ
و إلتحام ِ الخيول ِ
العِتاق ِ ..

و ليس َ
التغاضي من طبعي
و لا من خصالي
و لكن َ الهوى
أوقد َ بالحشا
لهيب َ الإحتراق ِ ..

يا من ْ تغنت ْ 
بهواها مخيلتي
وجنت ْ بها أوصالي
تعالي نجدد ُ
اللقاء َ آسرتي
بالوصل ِ و الأشواق ِ .. 

سلاما ً لها
لرافديها اللذان ِ
يفوحان ِ بالجنان ِ
و يغدقان ِ بالعطف ِ والحنان ِ
و يقطران ِ بالشهد ِ
ما بين َ اللمى
و الأشداق ِ ..

و سلاما ً
لروحها التي ْ
تملكت ْ روحي
و لقلبها النابض ُ بالحب ِ
ما بين َ الضلوع ِ
خفاق ِ .. 

بقلمي : محمد الأمارة
بتأريخ : 18 / 11 / 2024
من العراق
البصرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صهيل الخيول بقلم سمير بن حلاسة

صهيل الخيول .................. غزة جرح الزمان سلام على أرض الجهاد سلام على غزة والكبرياء فرسان رجعت تحمل الجراح صهيل في الهواء رسائل  أقدامه...