ما بالك َ
أيها الليل ُ
لا تأبه ُ لحالي
و أنت َ الذي ْ
يعصف ُ ببالي و خيالي
دون َ رحمة ٍ
أو إشفاق ِ ..
و كأنك َ تعلم ُ
أن لا لقاء َ بيننا
و لا موعد َ يجمعنا
بعهد ٍ أو وثاق ِ ..
أو كأنك َ
تركن ُ لعزلتي
و تأنس ُ لوحدتي
مع َ خيبة ِ أملي
و اطراقي ..
فمالها
لا تصدح ُ حبال َ صوتي
و مالها
الأقدام ُ لا تحملُني
على المضي
و اللحاق ِ ..
و أنا الذي ْ
لا يفهم ُ ما جرى
و ألف ُ آه ٍ
بصدري أزفُرها
من أليم ِ البعد ِ
و الفراق ِ ..
حطت ْ
علي ّ الهموم ُ كأنها
الرواسي َ ما أثقلَها
و ليس َ الزمان ُ
بالحُصن ِ المنيع ِ
الواقي ..
أفتقدها
و ليت َ عيوني
بالوجد ِ ما سَهُدت ْ
و ليت َ صبابتي
على الخدود ِ تناثرت ْ
بفيض ِ الدموع ِ
في المآقي ..
لعنت ُ
كُل َ المسافات ِ
بالبعد ِ عنها
و شكوت ُ بالصمت ِ
مرارة َ الفقد ِ
من ْ هزيع ِ الليل ِ
و حتى الصباح ِ
و الإشراق ِ ..
ضممتُها
إلى صدري و خبأتها
في سُرات ِ
العين ِ و القلب ِ
و تحت َ الجفون ِ
الطباق ِ ..
و ليس َ
سوى خافقي
سكن ٌ لها
و ليس َ سوى
خيالُها الجامح ُ
بشفيف ِ البوح ِ
في الأحداق ِ ..
و يفضحُني الهوى
بطول ِ السهر ِ و النوى
برعشة ِ أناملي
و شحوب ِ وجهي
و كثرة ِ تلعثُمي
و إخفاقي ..
أترى
يهجع ُ القلب ُ
أو يستكين ُ ..!؟
مع َ كل ِ هذا
الوَلَه ِ و الحنين ِ
دون َ لثم ٍ
أو عناق ِ ..
و طيفُها الذي ْ
يُراودُني بيقظتي و أحلامي
يغمُرني عبقا ً
بشذا ِ الورد ِ
في ليالي السُهد ِ
و الارهاق ِ ..
و لك ِ
في القلب ِ معزة ٌ
و عظيم ُ منزلة ٍ
أسمو لك ِ بمودتي
و ألجم ُ فيك ِ أعنتي
مع َ كل ِ لهفة ٍ
و اشتياق ِ ..
فكيف َ
لا أكون ُ شغوفا ً
أم كيف َ
لا تُطيعني النفس ُ إذا ً
على البذل ِ
و الاغداق ِ ..
و قد ْ مُلئت ُ
حبا ً بها
و أوغل َ الهيام ُ
بجنون ِ هَوسي
و اتلاقي ..
عارية ٌ حروفي
إلا منها
تشدني بانوثتها
و ما يزال ُ همس ُ كلماتها
في الأذهان ِ
باقي ..
لذا تركت ُ
بمحراب ِ الحروف ِ أوجاعي
و أودعت ُ
ما بين َ السطور ِ
جل ّ أذواقي
و كوامن َ ألقي
و أشواقي ..
فترى الحروف ُ
تقصدني و تتبعني
وتقرع ُ باب َ أبجديتي
فتنطُق ُ مخيلتي
بأرق ِ المشاعر ِ
و أجمل ِ الخواطر ِ
على الاطلاق ِ ..
لترقى
بغزل ِ الندى أبياتي
أو لتأسر َ الخيال َ
بدرر ِ الكلمات ِ
و الخواطر ِ و الهمسات ِ
بكمال ِ المعنى
و رفعة ِ الاذواق ِ ..
و ما حروفي
إلا أشرعة ٌ
و ما كلماتي سوى قوارب َ
أُبحر ُ بها
في لُجة ِ أهوائي
و أعماقي ..
لذا ..!!
أطعمتُها الشهد َ
من رضاب ِ قصائدي
وألفيت ُ شعر َ الغزل ِ
على الأفواه ِ
حلو َ المذاق ِ ..
مُحياها كالقمر ِ
يسطع ُ ضؤه ُ
بين َ أحداقي
كنوبات ِ عشق ِ
من هيام ِ
العُشاق ِ ..
و لِصمتها
الغيث ُ إذا همى
و القوس ُ مُنحنى حاجبيها
والسهام ُ مقاتل َ
بلحاظ ِ عينيها
حين َ التلاقي ..
و الثغر ُ..
يعاضد ُ مبسمُها
و الشفاه ُ..
بريق ُ السيوف ِ
بإختلاف ِ النصول ِ
و إلتحام ِ الخيول ِ
العِتاق ِ ..
و ليس َ
التغاضي من طبعي
و لا من خصالي
و لكن َ الهوى
أوقد َ بالحشا
لهيب َ الإحتراق ِ ..
يا من ْ تغنت ْ
بهواها مخيلتي
وجنت ْ بها أوصالي
تعالي نجدد ُ
اللقاء َ آسرتي
بالوصل ِ و الأشواق ِ ..
سلاما ً لها
لرافديها اللذان ِ
يفوحان ِ بالجنان ِ
و يغدقان ِ بالعطف ِ والحنان ِ
و يقطران ِ بالشهد ِ
ما بين َ اللمى
و الأشداق ِ ..
و سلاما ً
لروحها التي ْ
تملكت ْ روحي
و لقلبها النابض ُ بالحب ِ
ما بين َ الضلوع ِ
خفاق ِ ..
بقلمي : محمد الأمارة
بتأريخ : 18 / 11 / 2024
من العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق