مر محفوظ بموقف حاسم بحياته ،كان كالاصطدام بجدار حديدي مفاجيء ، أو كأنه سقط من فوق أعلى قمة جبلية ، قمة الأحلام لأعماق الفشل السحيقة ، كان ذلك عندما اصطدم برسوبه في امتحان الشهادة الإعدادية ، خيَّم الحزن على بيتهم ، وفقدت عزيزة وهج الأفراح وتحقيق الحلم الذي تعيش من أجله مع ابنها محفوظ ، وكان التفكير مابين هل يُكمل دراسته ويعيد السنة هذه من جديد أم يتجه مثل أخويه الأكبر منه اللذان لم يكملا تعليمهما ، فالتحق أخوه بالمصنع مع أبيه وبقيت الأخت تساعد أمها بالبيت ،
وأخيرا قررت الأم عزيزة والابنة الكبرى مجيدة على أن يُعيد محفوظ السنة ولكن من البيت ، على أن ينضم لجمعية الحي الخيرية في مجموعاتها الدراسية مساء كل يوم نظير مبلغ ثلاث جنيهات ونصف كل شهر ، ويقوم بالتدريس فيها للتلاميذ مجموعة من شباب الجامعة الأصدقاء من أبناء الحي
كان في هذه الجمعية على موعد مع صديق جديد من الشارع المجاور لشارعهم بنفس اسمه واسم أبيه {محفوظ الزغلولي } ، وفيها كان ابن خاله الكبير هو مدرس الانجليزي الذي بسببه رسب محفوظ في الإعدادية ، فكان لابد من درس خاص في المادة أيضا ، كان هو وصدبقه وفتاة شديدة الجمال والأنوثة ،شقراء بعيون ملونة بشوشة ،ومع الوقت يكتشف محفوظ أنها تمتلك صوتا عذبا فتشدو بالألحان الجميلة لكبار المطربين وبخاصة وردة ، ومع الوقت صارت هي فتاة أحلام الأستاذ حتى خطبها بعد ذلك
في هذا العام عاش محفوظ موقفا غريبا لم يكن يتخيله أبدا ،
عاد مع تلاميذ الجمعية بعد قضاء رحلة ممتعة في منطقة الاهرامات، قضاها بصحبة مجموعة من أساتذته ، يومها كان قريبه أستاذ الإنجليزي بالجمعية يستمع وحده داخل الجمعية لغناء زميلتهم الجميلة هذه ، وقف الجميع في هدوء يستمعون لصوتها العذب بدون مايشعروها بذلك حتى لاتخجل وتتوقف ، فكانوا هكذا أول جمهور يصفق لها قبل أن تنطلق بعد تخرجها من الجامعة وتصبح نجمة غناء مشهورة بكل العالم العربي مضحية بهذا الحب الجميل الذي نما بينها وبين أستاذها ، وكانت أغنيتها مسافات شهادة ميلادها كمطربة وتلتها أغنية {سلامات سلامات ياحبيبنا يابلديات }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق