الجمعة، 7 فبراير 2025

ميرا بقلم عبد النّاصر عكوش

(ميرا)

شقراءُ من أرض الجزائر لم أرُ
كجمالها بين الخلائقِ والورى

شَعرٌ إذا لامستُ بعضَ خيوطهِ
لِدقيقةٍ أحببتُ أن تتكرّرَ

ألفاً فألفاً قائلاً لم أنتهِ
لِيزيدَ لمسي للأمامِ وللورا

تحت الحجابِ مُصفَّفٌ لكنّني
أهفو إليه كأنّهُ ما سُتِّرَ

وجهٌ أنارَ المشرقينِ فلم أعُدْ
أحتاجُ أضواءَ الشموس لِأُبصرَ

فعلى الخدود أشعّةٌ أزليّةٌ
تبدو لِعيني إن نَظرتُ جواهرَا

بعيونها كلُّ الكنوز تجمّعتْ
حتّى غدتْ وسط الثلوج أساوِرا

تُغري فقيراً لم يذُقْ طعمَ الهوى
حتى رأى تلك العيونَ فأُبهِرَ

والأنفُ يبرُزُ كالنُّتُوءِ بتُحفةٍ
ليكونَ عن ذاك البهاءِ مُؤشّرا

وخدودُها وردٌ يكُنُّ ثمارَهُ
لمّا استحتْ من نظرتي قد أثمرَ

ودموعُها سُقيا الحياة وسِرُّها
فإذا هَمَتْ كل الوجود تبرَّرَ

وشفاهُها تُشفي العليلَ بلثمةٍ
بشفاههِ لمّا يذوقُ السُّكَّرَ

وببسمةٍ خجلى أمام مُعمَّمٍ
تُبقيهِ في وقت الصلاة مُقصِّرا

إن بانَ سِنٌّ لا يقومُ لِسُنّةٍ
وعنِ الفرائض قد تراهُ تعذَّرَ

وبجيدها استدعاءُ كلِّ تلهُّفي
لعناقها ولكم أتوقُ لِأُغمرَ

وأصابعٌ في كفّها مكفوفةٌ
وكأنها طفلٌ يُقاومُ عنترا

إن صافحتني كالنسيم أُحِسّها
ويزيدني ذاك الشعورُ مشاعرا

والصدرُ تسكنهُ الجبالُ وبينهمْ
وادٍ سحيقٌ من عُهودٍ أقفرَ

خصرٌ يميلُ المتّقونَ بميلهِ
وبهزّةٍيُمسي البخيلُ مُبذّرا

وإذا مشتْ كل الرجال بِإثرها
يتقاتلونَ لوصلها مهما جرى

لا تحسبوا وصفي لها كي أرتقي
في الشّعر أو في النّحو أو كي أُشهرَ

وصفي لها ما كان إلا رغبةً
من شاعرٍ كتمَ الهوى فتفجّرَ

أحببتها قبل اللقاء ولم أزل
في عشقها مُتفاخراً ومُجاهرا

ميرا اسمعيني إنّني بك هائمٌ
وعلى صدودِكِ والنّوى لن أقدِرَ

فلتوصيليني ياحبيبةُ فالجوى
يقتاتُ قلبيَ دون أن يتأثّرَ

لكنَّ قلبيَ في هواك مُعلّقٌ
هيهات أن ينسى الغرامَ ويُقهرَ

إنّي أنا جيشٌ وحبّكِ غايتي
ما كنتُ أخشى في احتضانِكِ عسكرا

لا تعذليني والذّريعةُ أنّني
هَرِمٌ وهل يُقصي الغرامُ مُعمّرا

إنّ التّقدُّمَ في السنينَ تعقُّلٌ
فيه التجاربُ تستزيدُ تجوهرا

ما كانتِ السُحبُ التي من فوقنا
من دون وقتٍ أن تسيرَ فتُمطرَ

ميرا أُحبُّك كالوليد لأُمّهِ
يخشى الفطامَ ولا يُطيقُ تصبُّرا

الشاعر عبد النّاصر عكوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عطر الياسمين بقلم زهرة الرهوني

عطر الياسمين ياسمين في البستان  عاطرة كل الأركان  تفوح عليل الوجدان  يرقى بتسيم الولهان  عطرها يرقص على غصن  بان  منظرها يجلب العيون  يتغنى ...