بقلم: فؤاد زاديكى
في ظِلِّ ما يعيشهُ السَّاحلُ السُّوريُّ و مدنٌ أخرى من أهوالٍ و مآسٍ مُروِّعة، يتكشَّفُ وجهُ الإجرامِ الحقيقيُّ على يدِ ميليشياتٍ مُسلَّحةٍ أجنبيَّةٍ، لا هدفَ لها إلَّا القتلُ و التَّدميرُ و طمسُ معالِمِ الحياةِ من أرضِ سوريةَ الجريحةِ. حفلةُ إعدامٍ جماعيَّةٍ تُنفَّذُ بلا رحمةٍ، بلا قضاءٍ، و بلا أدنى احترامٍ لإنسانيَّةِ البشرِ.
لقد تحوَّلتِ السَّواحلُ إلى مقابرَ مائيَّةٍ، حيثُ تُرمى جُثثُ الأبرياءِ في البحرِ بعدَ تعذيبِهم و قتلِهم بوحشيَّةٍ، في محاولةٍ لطمسِ الأدلَّةِ و إخفاءِ الجرائمِ. أمَّا الأوديةُ و الجبالُ، فقد أصبحتْ مستودعاتِ موتٍ، حيثُ تُرمى الأجسادُ و تُترَكُ للوحوشِ و الكواسرِ تعبثُ بها، كأنَّ القتلةَ لم يكتفوا بإزهاقِ الرُّوحِ، بل يُريدونَ محوَ الأثرِ أيضاً.
الاغتصابُ، هذا السِّلاحُ القذرُ الذي طالَ النِّساءَ و الأطفالَ، لم يعُدْ جريمةً عابرةً، بل أصبحَ منهجاً لهذهِ العصاباتِ الهمجيَّةِ التي تتَّخذُ من العنفِ وسيلةً لبثِّ الرُّعبِ و كسرِ إرادةِ الشَّعبِ السُّوريِّ الصَّامدِ.
هذهِ الأفعالُ ليستْ جرائمَ حربٍ فقط، بل هيَ جرائمُ ضدَّ الإنسانيَّةِ، يجبُ أنْ تُكشَفَ للعالَمِ و ألَّا تُترَكَ طيَّ الكتمانِ. إنَّنا ندعو جميعَ السُّوريِّينَ الأحرارِ، داخلَ الوطنِ و خارجَهُ، إلى فضحِ هذهِ الانتهاكاتِ، و إيصالِ صوتِ المظلومينَ إلى كلِّ منابرِ الإعلامِ الدُّوليَّةِ. يجبُ ألَّا نسمحَ بأنْ تُرتَكَبَ هذهِ الفظائعُ بصمتٍ، فالتَّاريخُ لنْ يرحمَ الصَّامتينَ كما لنْ يرحمَ القتلةَ.
إلى متى سنبقى نُشيِّعُ أبناءَنا إلى ظُلماتِ البحرِ و صمتِ الوديانِ؟ إلى متى سيظلُّ المجرمونَ يَقتُلُونَ دونَ رادعٍ؟ على العالَمِ أنْ يُدركَ أنَّ ما يجري في سوريةَ ليسَ حرباً على الإرهابِ، بل هوَ إرهابٌ بحدِّ ذاتِهِ، تُمارسُهُ عصاباتٌ تُريدُ إفناءَ شعبٍ كاملٍ.
أيُّها الأحرارُ، لا تصمتوا! ارفعوا الصَّوتَ عالياً، و ليكنْ صداكمْ لعنةً تطاردُ المجرمينَ في كلِّ مكانٍ. إنَّ الصَّمتَ اليومَ هوَ شراكةٌ في هذهِ الحفلةِ الدَّمويَّةِ، فإمَّا أنْ نكونَ شهوداً على الحقيقةِ، أو أنْ نصبحَ ضحاياها في الغدِ القريبِ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق