بقلم: فُؤاد زاديكِي
الحُبُّ مَشاعِرُ نَبيلَةٌ تَسكُنُ القَلْبَ، وَ تُزْهِرُ في الرُّوحِ كَأجْمَلِ زَهْرَةٍ في بُسْتانِ الحَياةِ. وَ حينَ يَشْعُرُ الرَّجُلُ بِمَيلِ قَلْبِهِ إلى فَتاةٍ، وَ يُرِيدُ مُصارَحَتَها بِمَشاعِرِهِ، يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَ أَدَبٍ، فَالتَّعْبيرُ عَنِ الحُبِّ فَنٌّ يَحْتاجُ إلى لُطْفٍ وَذَكاءٍ.
أَوَّلًا، يَجِبُ عَلَى الشَّخْصِ أَنْ يَكُونَ مُتَأَكِّدًا مِنْ مَشاعِرِهِ، وَ أَنْ يَكُونَ حُبُّهُ حَقِيقِيًّا لا مُجَرَّدَ إِعْجابٍ عابِرٍ. فَالمَشاعِرُ الصّادِقَةُ تَظْهَرُ فِي التَّصَرُّفاتِ وَ الاهْتِمامِ المُتَواصِلِ بِمَنْ يُحِبُّ. وَ مِنْ ثَمَّ، يَجِبُ أَنْ يَخْتارَ الوَقْتَ المُناسِبَ لِلمُصارَحَةِ، فَلا يَكُونُ ذَلِكَ في ظُرُوفٍ غَيْرِ مُلائِمَةٍ، كَأَنْ يَكونَ الطَّرَفُ الآخَرُ مَشْغُولًا أَوْ مُتْعَبًا.
عِنْدَ التَّصْريحِ بِالحُبِّ، يُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ الأَسْلُوبُ راقِيًا وَ بَعيدًا عَنِ المُبالَغَةِ، فَيُفَضَّلُ القَوْلُ بِهُدُوءٍ وَ صِدْقٍ: "أَشْعُرُ بِأَنَّكَ شَخْصٌ مُهِمٌّ فِي حَياتي، وَ أُقَدِّرُكَ كَثِيرًا، وَ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَنا مُسْتَقْبَلٌ مُشْتَرَكٌ." هَذا التَّعْبيرُ يُوَضِّحُ الحُبَّ بِطَريقَةٍ رَصِينَةٍ وَ مُحْتَرِمَةٍ، دُونَ ضَغْطٍ أَوْ تَعْجِيلٍ فِي الرَّدِّ.
مِنَ المُهِمِّ أَيْضًا تَقَبُّلُ الرَّدِّ أَيًّا كانَ، فَإِنْ كانَتِ الفَتاةُ تُبادِلُهُ المَشاعِرَ، فَسَيَكُونُ هَذا بِدايَةً جَمِيلَةً لِعِلاقَةٍ ناجِحَةٍ، وَ إِنْ كانَ جَوابُها سَلْبِيًّا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِأَخْلاقٍ وَ يَحْتَرِمَ خِيَارَها. فَالحُبُّ الصّادِقُ لا يَفْرِضُ نَفْسَهُ، وَ إِنَّما يَحْتَرِمُ حُرِّيَّةَ الآخَرِ فِي اخْتِيارِهِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق