الأربعاء، 12 مارس 2025

هكَذَا تُصارِحُهَا بِحُبِّكَ بقلم: فُؤاد زاديكِي

هكَذَا تُصارِحُهَا بِحُبِّكَ؟

بقلم: فُؤاد زاديكِي

الحُبُّ مَشاعِرُ نَبيلَةٌ تَسكُنُ القَلْبَ، وَ تُزْهِرُ في الرُّوحِ كَأجْمَلِ زَهْرَةٍ في بُسْتانِ الحَياةِ. وَ حينَ يَشْعُرُ الرَّجُلُ بِمَيلِ قَلْبِهِ إلى فَتاةٍ، وَ يُرِيدُ مُصارَحَتَها بِمَشاعِرِهِ، يَجِبُ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَ أَدَبٍ، فَالتَّعْبيرُ عَنِ الحُبِّ فَنٌّ يَحْتاجُ إلى لُطْفٍ وَذَكاءٍ.

أَوَّلًا، يَجِبُ عَلَى الشَّخْصِ أَنْ يَكُونَ مُتَأَكِّدًا مِنْ مَشاعِرِهِ، وَ أَنْ يَكُونَ حُبُّهُ حَقِيقِيًّا لا مُجَرَّدَ إِعْجابٍ عابِرٍ. فَالمَشاعِرُ الصّادِقَةُ تَظْهَرُ فِي التَّصَرُّفاتِ وَ الاهْتِمامِ المُتَواصِلِ بِمَنْ يُحِبُّ. وَ مِنْ ثَمَّ، يَجِبُ أَنْ يَخْتارَ الوَقْتَ المُناسِبَ لِلمُصارَحَةِ، فَلا يَكُونُ ذَلِكَ في ظُرُوفٍ غَيْرِ مُلائِمَةٍ، كَأَنْ يَكونَ الطَّرَفُ الآخَرُ مَشْغُولًا أَوْ مُتْعَبًا.

عِنْدَ التَّصْريحِ بِالحُبِّ، يُفَضَّلُ أَنْ يَكُونَ الأَسْلُوبُ راقِيًا وَ بَعيدًا عَنِ المُبالَغَةِ، فَيُفَضَّلُ القَوْلُ بِهُدُوءٍ وَ صِدْقٍ: "أَشْعُرُ بِأَنَّكَ شَخْصٌ مُهِمٌّ فِي حَياتي، وَ أُقَدِّرُكَ كَثِيرًا، وَ أَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ لَنا مُسْتَقْبَلٌ مُشْتَرَكٌ." هَذا التَّعْبيرُ يُوَضِّحُ الحُبَّ بِطَريقَةٍ رَصِينَةٍ وَ مُحْتَرِمَةٍ، دُونَ ضَغْطٍ أَوْ تَعْجِيلٍ فِي الرَّدِّ.

مِنَ المُهِمِّ أَيْضًا تَقَبُّلُ الرَّدِّ أَيًّا كانَ، فَإِنْ كانَتِ الفَتاةُ تُبادِلُهُ المَشاعِرَ، فَسَيَكُونُ هَذا بِدايَةً جَمِيلَةً لِعِلاقَةٍ ناجِحَةٍ، وَ إِنْ كانَ جَوابُها سَلْبِيًّا، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِأَخْلاقٍ وَ يَحْتَرِمَ خِيَارَها. فَالحُبُّ الصّادِقُ لا يَفْرِضُ نَفْسَهُ، وَ إِنَّما يَحْتَرِمُ حُرِّيَّةَ الآخَرِ فِي اخْتِيارِهِ.

فِي النِّهايَةِ، يُمْكِنُنا القَوْلُ إِنَّ مُصارَحَةَ الحُبِّ بِطَريقَةٍ مُباشِرَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَكونَ سَليمَةً إِذا كانَتْ تَحْمِلُ الذَّوْقَ وَ الاحْتِرامَ، فَالحُبُّ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُقالَ بِكَلِماتٍ نَقِيَّةٍ، وَ أَنْ يُنْطَقَ بِقُلُوبٍ صَادِقَةٍ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

شارع أخضر بين حكايتين بقلم سليمان نزال

شارع أخضر بين حكايتين لبسمة ِ الأطيافِ صورتها  تلتقطها أحداق ُ اللهفة ِ الجورية سنعدّ ُ لكل ِّ حرف ٍ باقته و ما بقي َ من ورد ٍ س...