الاثنين، 3 مارس 2025

ماذا نقول عن الكاتب بقلم المسعودي فتيحة

ماذا نقول عن الكاتب                

من الظواهر التي أصبحت بكثرة في مجال الأدب هناك ظاهرة نتأسف كل الأسف على وجودها في محل غير مناسب .

تناقضات وصراعات كثيرة بين من يلجون هذا اللون الأدبي .

من فينا الحقيقي ومن المزيف الذي يسرق أفكار الغير، ويصطاد كلمة من هنا وأخرى من هناك ليكون منها نصوص ينشرها في صفحاته وبين مجموعات أدبية متنوعة ، لكن دون جدوى كون النص خال من المشاعر والأحاسيس يترك هذا مجالا لشكوك القراء المحترفين في مصداقيته ، مما يجعلهم يقرؤونه قراءة سطحية لا يحاولون التدقيق أو العمق في محتواه .

لأن النص في حد ذاته ينطق بكلمة ( ابتعد ) ، مستوايا لا يستحق تضييع وقتك أيها القارئ !!.

مع هذه الظاهرة البشعة أصبح بعض الكتاب والأدباء ( لا تعميم في الأمر ) يقذفون بعضهم البعض بكلمات معبرة عن البغض والاستياء والغضب ؟!؛؛ كما نرى البعض الآخر، ومنهم من يكتسب مكانة وشهرة لا يستهان بها ، ومع ذلك والأسف الشديد يكتبون عبارات وخواطر مقصودة تحمل ما يكفي من معاني الانحطاط ( وقلة الأدب ) آسفة على هذه الكلمات التي لا يستحب أن توضع بين أسطر أي كان من الكتاب، لكن .. وكما يقول المثل العربي (مكره أخاك لا بطل).

لا ندري هل تسقط منهم سهوة ، أم هي زلة لسان ، أو أنهم ينطقونها عن قصد بحجة قوة الشخصية ؟!.

أين الأدب من هذا ؟؟، لقد ضاع الكثير بين الخطأ والصواب ، هل الجرأة في اللفظ السيء يرفع من شأن الكاتب (ة) أو يحط من مستواه إلى الأدنى ؟، هكذا أصبح الكثيرون في حيرة من أمرهم لم يعرفوا بعد أي طريق يسلكون؟، الأدب والكلمة الطيبة واللفظ المنصف، البناء الذي يعطي الفرد قوة أكثر للاستمرارية في مسيرته الأدبية ، أويتحولون إلى كتاب لا نعرف معنا لأخلاقهم ولا أين تكمن معاني أدبهم؟!.

فكلنا يعلم أنه على قدر ما توجد كلمات وعبارات رديئة وسيئة توجد مثلها في قمة الرقي والأدب والأخلاق .

كم كان .. أو سيكون جميلا لو كان الرد على المنافس والخصوم بانتقاء أساليب سامية وراقية ؛؛ ( فلا تعطينا الردائة والوضاعة نفس النتائج التي يعطيانها السمو والرقي ) أكيد نتائجه إجابية مع المنافس مئة بالمئة.

وإذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى، وسلطنا الضوء على أحداث تقع أمام أعيننا ، لنعطي رأينا في الفئة التي تسرق الأفكار والنصوص ، والفئة المعارضة التي تنتقد ذلك بكل قواها الذهنية والعقلية ، وهناك يحدث الخلل، حبذا لو أعطت لنفسها فرصة التفكير بروية، حتى يصبح نقدها إجابيا ناجحا ، خاليا من الأساليب المنحطة التي تزيد الأمور تعقيدا، فعوض أن يخجل السارق من نفسه ويختفي من الميدان ، يحدث عكس ذلك فيتعلم المراوغة وتزداد قوته للجرأة على السرقة،هذا لأنه لم يجد الفرق بين أسلوبه وأسلوب الناقد فتخيل له أنه يستحق هذا الاسم الأدبي بسهولة، وبما أنه تعود على التعاطي للأساليب المنحطة التي يبادلها بالمثل، جعله هذا واثقا من نفسه وضل متهافتا على نقل ما طاب له من المواضيع والأفكار لينشرها باسمه معتقدا أنه جدير بذلك !!!.

وصلنا إلى مرحلة اختلاط الأمور .. الكل ينتقد .. الكل يتكلم .. الكل ينافس .. غير أن الجدير بالأمر، يعرف من عنوانه" دون أي صعوبات ولا عناء.

وفي كل الأحوال يبقى الأدب دائما المنتصر ، وتبقى لغتنا العربية سيدة اللغات ، إن تطلب شيء في حقها فيتطلب الهدوء والرقي والرد المناسب في الوقت المناسب .

    يعرف الجدير من عنوانه               

ماذا نقول عن ذاك الذي يستيقظ في منتصف الليل على إثر فكرة انتابته فجأة ، فاضطر للقيام من نومه ليسجل في مذكرته عدة كلمات في حدود الفكرة حتى لا ينساها أثناء الساعة القليلة المتبقية للصباح .

وماذا نسمي ذاك الذي يبحث في أول الصباح عن مكان هادئ بعيد عن الضجيج والضوضاء حتى يتسنى له احتساء قهوته مع تطبيق فكرته البناءة ليبني عليها حوارات ونصوص عميقة تنبعث منها أحاسيس ومشاعر ترتبط بكل حرف وكلمة ، فلكل عباراته معنى ولكل معناها تأثير.

إضافة إلى راحته النفسية وهدوئه الذي يسافر معهما بعيدا إلى أقصى الحدود، حيث لا يجد مجالا للتعاطي والكلمات الوضيعة ولا حتى يبالي بمنافس أو عدو لذوذ .

بروية يختار مواضيعه ، وينمق كلماته ، لم ولن يكتب كلمة خالية من أثر الوتر والرنين الذي تهتز له الكلمات احتراما لبريق صفحاته المشعة بما تحمله من معان سامية وحكم صائبة وجوهر الأدب .

أتمنى أن يكون كلامي مفهوما لدى الجميع ، كلام تلقائي ، إن دل على شيء فيدل على رفع اللغة العربية إلى مستواها الأصلي الذي تستحقه ، ورفع مستوى الكاتب أو الأديب الحقيقي إلى أعلى المستويات ( القمة ) .

مع احترامي وتقديري لكل الكتاب والأدباء والشعراء المتميزون عن جدارة واستحقاق .

المسعودي فتيحة 
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

التَّوْبَةُ فِي رَمَضَانَ بقلم الطَّيْبِي صَابِر

**نفحات رمضانية مستوحاة من روح الشهر الفضيل** **التَّوْبَةُ فِي رَمَضَانَ**   يَا رَاكِباً صَهْوَةَ الدَّهْرِ...  غَافِلًا قَلْبُهُ...   هَذ...