في مَهَبِّ الآفاق
لَمْ يُصْرِفَ النفس ما في صدرها مثَلا
لَكنَّهُ حِينَ رَفَّ الطَّرف قَد رَحْـلَا
يدري بأنَّ جمالاً سَوفَ يَدْرُكُ ما
نَمَى بها.. إنما لَمْ يحتضِنْ جَدَلا
مِنْ لَوْنِ أحلامهِ شاءت مناهُ لَهُ
درباً ينِمُّ عَنِ الرائـي إذا جُـهِـلَا!
ومِنْ حِوَراتهِ صَكَّ الندوبَ ..بلا
عجزٍ ..وَأوجَدَ مِنْ إحسانهِ نُبُـلَا
وَباتَ يأمَلُ مِلءَ الأرض مُتضحاً
مَا طابَـهُ فَــألٌ إلَّا ارتدى فألا
يَدٔلِي عظيم الحكايا للأنام ...وكم
يُنير ...فما ثمَّ حلمٌ زَلَّ أو ثقلا
أيام أحلامهِ حُسْنٌ ..فقَــدَّ يَــدَاً
ولم يدعْ حرفاً بالخير ما انبجلا
والأمسيات كَشرح الصدر بانَ بها
حَتَّى أحَـالَ لها مِنْ عُمْرِهِ حُلَـلَا
بَعْضَ السطوع أفولٌ ..كادَ يرفَضُهُ
فَهَبَّ شمساً..وفي ميزانهِ عدلا
وراودَتْهُ السماوات التي حَسُنَتْ
ألوانها في مدى قَوْمَيْهِ ..فاكتملا
تعلَّى كضوء النجم ...وامتثلت
حُلُولُهُ .. حينما أدْلَى لـهـا نُزُلا
تراقصت شُهُبٌ ..في ليل همستهِ
صَارت وَقاراً ..ولم تطرحْ له بدلا
وحينَ قامَ لهُ حظُّ الدروبِ .. هَمَى
وسَارَ يقرأ...كَمْ خِلٍّ عليهِ سَلَا
كأنَّ ما زالَ .. أُنسٌ لم يكن يوماً
هيهاتَ يجهِلُ مَا مِنْ قلبهِ حَـفَـلَا
لَمْ يُنذر الأرض… لَكِنْ حِيْنَ أَنْذرها
تَأوَّلَتْ… وَاكتستْ مِنْ طِينِهِ أهلا
.
.
.
محمد عبد الجليل العزاني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق