الاثنين، 8 ديسمبر 2025

جوهر الصبر بقلم ناصر ابراهيم

#جوهر الصبر: رؤية العابر وغاية المُنتهى
إنَّ حقيقة الصبر ليست في التجلد الأجوف، بل في اليقين الراسخ بأن وجودك في هذه الحياة ليس سوى عبورٌ عابرٌ نحو مستقرٍّ أبقى.
هو أن تدرك بعمق أن كلَّ ألمٍ يمسُّك، وكلَّ وخزةِ عناءٍ تخترقُ روحك، وكلَّ فاجعةٍ تُثقلُ كاهلك، وكلَّ فتات حُزنٍ يمزقُ شغاف قلبك؛ إنما هي محتسبةٌ في ميزان الغاية الأسمى.
الصبرُ الحقُّ هو أن تُسلِّم أمرك للأقدار تسليمًا لا يشوبه اعتراض، حتى وإن بلغتْ مرارةُ البؤسِ في عينيك أقصاها. ذلك أنَّ لهذه الأقدار ربًّا مُدبِّرًا، لا تُحيطُ حكمتُه البالغة حدودَ إدراكك البشري المحدود لسرائر الكون ومكنونات الغيب.
واعلم أنَّ كلَّ نازلةٍ تهبطُ بساحةِ قلبك، ما هي إلا محكٌّ إلهيٌّ لصدق رجائك وإخلاص نيتك، ليُبانَ بهِ هل أنتَ أهلٌ للنعيمِ المقيم، أم أن مصيركَ إلى حيثُ التعبُ والشقاء.
ليستقرَّ في فؤادك أنَّ كلَّ شعورٍ في هذه الدار هو زائلٌ حتمًا؛ لأنك فيها مجرد زائرٍ راحلٍ، فمهما طالَ مكوثك فلن يُكتب لك التعمير الأبدي.
فالخلودُ كلُّ الخلودِ والراحةُ كلُّ الراحة إنما هي في الجنان.
بقلم ناصر ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غَرامٌ لا يَموتُ بقلم عصام أحمد الصامت

غَرامٌ لا يَموتُ أَلا يا مَلاكي، أَنتِ الحُبُّ الأَبدي مادامَ شَكُّكِ قائِماً فَلا لُومَ إنَّ الغَرامَ عَلى شَفا الجُنونِ وَأَنا الَّذي مَلَ...