الاثنين، 1 ديسمبر 2025

حين تتغير ملامح الحياه في لحظه صامته بقلم نشأت البسيوني

حين تتغير ملامح الحياه في لحظه صامته
بقلم/نشأت البسيوني 

حين تتغير ملامح الحياه في لحظه صامته نكتشف ان الحياه مش محتاجه ضجه علشان تتحول ولا محتاجه حدث ضخم علشان تعيد تشكيل وجودنا ساعات كل اللي يلزم هو لحظه وحده لحظه مافيهاش صوت غير صوت نفسنا واحنا بنواجه نفسنا بالحقيقه اللي كنا بنهرب منها من غير ما ناخد بالنا ان الهروب كان بيطول الطريق ويزود الوجع ويأخر النهايه اللي لازم نوصل لها وفي كل مره نقف 

قدام مشهد بسيط فاكرينه عادي نلاقيه اصلا مفتاح لباب جديد زي لحظه نظرة مختلفه زي كلمه بسيطه زي شعور مر من قلبنا وعدى من غير ما نعلق عليه لكنه فضل جوا يغير فينا بطريقه ما شفناهاش وفي كل مره بنفتكر ان الدنيا واقفه ومابقتش بتتحرك ننسى ان الزمن له طريقه خاصه في انه يشتغل في الخفاء يغير ويعدل ويحركنا خطوه ورا خطوه من غير ما نلاحظ لحد ما نلاقي نفسنا 

في مكان ماكناش متوقعينه وكأن الحياه كانت بتجهزنا وتربينا على الصبر من غير ما تقول وبتورينا ان كل اللي بنفقده بيتعوض وان كل اللي بنتأخر عنه هنوصله لما نكون مستعدين فعلا مش بس عايزين نوصل وخلاص وفي المدن اللي الناس فيها ماشيه بسرعه اكبر من قدرتها على الفهم وفي الزحمه اللي بتخلي الانسان قريب من الكل وبعيد عن الكل في نفس الوقت يفضل كل واحد مستني 

لحظه يلاقي فيها نفسه يلاقي فيها معنى مختلف لحياته معنى يمكن يكون بسيط لدرجة ان الناس ما تاخدش بالها منه لكنه بالنسبه له يكون خلاصه الحقيقي اللحظه اللي يقرر فيها يبطل يجري ويفهم ان السلام مش في الوصول لكن في الطريق نفسه وان الطمانينه مش في تحقيق كل حاجه لكن في الرضا اللي جوه القلب مهما اتلخبطت الدنيا حواليه والحياه ساعات بتعلمنا من غير 

ما تنصحنا بتكسرنا وتوجعنا وتبعد عننا ناس وتقرب لنا ناس وتخلينا نعيد ترتيب اولوياتنا ونراجع نفسنا ونشوف غلطاتنا ونستوعب ان العلاقات مش دايمه وان الوجوه بتتغير وان محدش بيبقى زي ما هو واننا احنا كمان بنتغير ويمكن ده اصعب درس لاننا دايما بنخاف من التغيير لكن اللي بنكتشفه في الاخر ان التغيير هو الحاجه الوحيده اللي بتنقذنا من الجمود وبتخلينا نعرف جوانا 

ابواب ما فتحناهاش واماكن ما زرناهاش ومشاعر ما حسناش بيها قبل كده ووسط الرحله الطويله دي الانسان بيحتاج صبر صبر على الاحلام اللي بتتأخر وعلى العلاقات اللي بتتبهدل وعلى الكلام اللي ما اتقالش وعلى الفرص اللي راحت وعلى الطرق اللي كانت شبه مفتوحه وقربت تتقفل وعلى الوجع اللي يوجع من غير ما حد يفهمه وعلى الايام اللي شكلها واقف بس هي في الحقيقه بتغير 

فينا كتير كل ده بيخلينا نفهم في النهايه ان مافيش حاجه بتضيع وان اللي اتأخر جه وقته وان اللي راح كان لازم يروح وان اللي جاي هيبقى مناسب لقلوبنا اكتر من اللي فات وفي اخر اليوم لما الدنيا تهدى والليل ينزل والافكار تخرج من اماكنها نفهم ان كل حاجه عدينا بيها كان ليها قيمه وان كل لحظه صعبه علمتنا حاجه وان كل كسره جبرت بطريقه احسن وان الحياه ما كانتش ضدنا ابدا كانت 

بس بتودينا للمكان اللي نستحقه وللطريق اللي يليق بينا وللحقيقه اللي لازم نعرفها عن نفسنا قبل ما نعرفها عن الدنيا وفي النهايه لما تبص لورا وتشوف قد ايه اتغيرت هتعرف ان كل لحظه صامته كانت حاجه كبيره من غير ما تحس وان ملامح الحياه اهتزت واتبدلت علشان ترسم قدامك طريق اوسع وافضل واقرب لقلبك وان اللحظه اللي ماحدش شافها غيرك كانت هي اللحظه اللي غيرت 

كل حاجه وفي اللحظه الاخيره اللي يختم فيها الانسان حكايته مع يومه ومع روحه يكتشف ان الحياه رغم قسوتها عمرها ما قصرّت معاه كانت بتمشيه في الطريق اللي يناسبه مهما ظن العكس وكانت بتبعت له الاشارات حتى لو تجاهلها وكانت بتكلمه بصمت حتى لو هو ما سمعهاش وكان لازم يوصل للنقطه دي النقطه اللي يفهم فيها ان الصمت احيانا اصدق من الكلام وان اللحظه الواحده ممكن تغيّر 

مسار انسان بالكامل وان اللي بيدور عليه كان قدامه طول الوقت مستني بس قلبه يهدى علشان يشوف ومع اكتمال الرحله دي يكمل الانسان طريقه وهو فاهم ان النهايات مش نهايات وان البدايات مش بدايات وان كل حاجه في الحياه ماشيه بدقه اكبر من الظن وان اللحظه اللي تبدو بسيطه هي في الحقيقه اكتر حاجه قادرة ترسم مصير جديد وان القلب اللي يعرف يسمع صمت الدنيا عمره ما يضيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...