((صهوةُ المجدِ))
بقلمي : سليم بابللي
من البحر الكامل
------------------------
رَفَضَ الهوانَ و صهوةَ المجدِ اعتلا
و أصابَ من عرشِ المُدَجَّجِ مقتلا
ما زالَ ظِلُّ جوادِهِ عن دربِهِ
إلّا و ليثٌ بَعدَهُ عِشقاً تلا
نَهَضَ الفتى و النارُ في خُطواتِهِ
مَن يوقِفُ البركانَ إِن دمُهُ غلى
فأزالَ عن عينِ الزمانِ غشاوةً
عن عجزنا منذُ الجهاد تَرَجّلَ
و أعادَ رسمَ طريقَهُ و طريقنا
أنشودةً للعِزِّ في عَزمٍ تَلا
ليقودَ أنماطَ الحياةِ بِعِزّةٍ
(( اولى رموزُ الفوزِ قد بَدأت بِلا ))
نَفَضَ الغُبارَ و زاحَ عن أذهاننا
فيضاً من التفكيرِ بالجُبنِ ابتلى
لِيُشاعَ أَنّا عاجزينَ بأرضِنا
و سبيلُنا للنصرِ دوما مُقفلا
و نخافُ من رفعِ الجفونِ لِنيرِهم
و الشّعبُ في كُلِّ القيودِ مُكًبَّلا
لا نرتأي إلا بما يُملى لنا
و الخوفُ في هَوَسِ النفوسِ تغلغلَ
و إذا نَظرتَ إلى الشموخِ وجَدتَهُ
بِحروفِنا عندَ الجميعِ مُسَجّلا
فوقَ الصروحِ الراسياتِ لواءَنا
و على جميعِ الشامخاتِ لَهُم عَلا
و بَنوا على أمجادِنا وَهماً لَهُم
في آنِ وَهْنٍ عندما الدهرُ خَلا
إن كانَ قد زَحفَ الظّلامُ بِفِعلَةٍ
و الذيلُ طأطأ للعدوِّ و هَلّلَ
و سعى يُغَيِّرُ كُلَّ ما في أرضِنا
حتى لأسماءِ المدائِنِ بَدَّلَ
لِيُزوُّرَ التاريخَ عن قَسَماتِنا
كَم كانَ ذاكَ الأُفعوانُ مُغَفَّلا
فجذورُنا أرضٌ تُعيدُ نباتَنا
فيما أردنا إنْ غَريمٌ أَقبَلَ
لِتؤولَ ما آلت إليهِ رِحابُنا
بالحُسنَييْنِ أتى الربيعُ مُكَلّلا
إنْ جاءَ في نصرٍ فَنَصرٌ يُحتذى
أو عادَ أدراجَ الجذورِ مُدَلّلا
نحنُ الجذورُ و مربعُ الضادِ هُنا
في كُلِّ نبضٍ في الدّيارِ تَمَثَّلَ
فَلها رجالٌ قبضةُ الحقِّ لَهُم
ما ضرَّهُم من شاحَ أو مَن أهملَ
و لَهُم يقيناً لا تُزَعزِعُهُ قِوى
مَهْما و مَنْ أفتى الخضوعَ و طَبَّلَ
أيسودُ فيها عابرٌ كسحابةٍ
و يُزاحُ مَنْ في الخافقينِ مُؤصّلا
ينفي الترابُ مزاعِماً لِعَدُوِّنا
مهما تفنّنَ في الكلامِ و حَوّلَ
فالحقُّ بادٍ للعيونِ جميعَها
مَنْ رامَ رَفضَ بيانَنا و تَقَبَّلَ
و ستذكُرُ الأيامُ ما شهِدَت لنا
في وقعةٍ مِنها العدوُّ تزلزلَ
وتحطَّمت أسطورةٌ نُسِجت لَهُم
وَهماً لِوَهنٍ في جحيمٍ قد صَلا
ظَهَرَ الهُمامُ و فَجرُه فَجزٌ بَدا
كالبرقِ ما بينَ الركامِ مُجَندلا
يَكفيهِ ما وَضَعَ الإلهُ بِصدرِهِ
للنّصرِ إن جارَ الزمانُ و إن قلا
و غَضنفرٌ مَنْ مِثلُهُ.؟ مِنْ مِثْلِهِ
تَلِدُ البلادُ رجالَها إِما فَلا