الحب 5
بقلم سمير تيسير ياغي
نستكمل معا ما بدأناه من رحلة الحب وحقائقها ، وبعد اتفاقنا على الأساسيات وهي الحب بشكله العام ، والمؤثرات التي تؤثر على نموه ، ومسؤوليتنا تجاهه .
فقد وجب علينا ان نوضح هذا الشعور ، الحب لاشيئ سوى ، العطاء والحاجة ، هذان هما العنصران اللذان تقوم عليهما أي علاقة حب بين أي اثنين حتى الصداقة ، وليس فقط العلاقات الغرامية والعلاقات الزوجية ، وهنا سوف أؤكد لكم هذا من وحي الواقع ، فأنا لست خياليا ، ولا أؤمن بتلك الفرضيات التي تبنى للجمهول .
لأ أظن أن هناك أحد يشك في حب الله لمخلوقاته ، وقد أعطانا الكثير ، قبل أن يطالبنا برد العطاء ، من شكر وعبادة ، وكذلك الآباء ، وخصوصا الأم ، أعطتنا الحياة ، من دمها وعظامها وراحتها وصحتها وروحها ، قبل أن تنتظر منا رد العطاء ، وليس هناك أسمى من هذا العطاء ، وهنا نستنتج أن العطاء يجب ان يقابله عطاء ، السؤال هنا ماهو العطاء ؟
تعالوا نقارن حجم العطاء الإلهي بعطائنا له ، وعطاء الأم بعطائنا لها ، لا شيئ ، لا يكاد يذكر ، إذا ما نحتاج أن نعطيه لأنفسنا وللطرف الآخر هي اشياء بسيطة جدا ، ليست مكلفة ولا معقدة ، هذه هي سلوكيات الحب وهي :- الإهتمام ، الإحتواء ، الشراكة ، وكل ما نحتاجه شعوريا ، لنصل إلى حد الإرتياح النفسي للطرف الآخر ، هل هذا أمر صعب ، أو مستحيل ؟؟؟ من منا يخبر زوجته أنه يحبها ؟ أظن لا أحد ولست أظن بل واثق من هذا وأنا منكم ، أنا لا أدعي المثالية ، ولكني أملك الجرأة لمصارحة نفسي بأخطائي وسلبياتي ، ولكنني أدرك احتياجات زوجتي فألبيها ، هناك الكثير من الأمور التي قد تغني عن القول ، فكلمة أحبك قد لا تؤثر في الشعور ، مالم تكن مقرونة بأفعال ، وهنا أقول إفعلوا الحب أفضل من أن تقولوه .
وهنا سأتوقف على أن أكمل لكم الحديث عن إحتياجات المرأة ، تحديدا ، ولكن وبما اننا اتفقنا أن نبدأ اولى خطواتنا بنبذ الكذب وأن نتراجع كخطوة أولى ، هذه الخطوة الثانية ، توقفوا قليلا مع أنفسكم رجالا ونساء ، وراجعوا مقدار محبتكم ، وحجم عطائكم ، وتوقفوا عند سلبياتكم وقرروا تجاوزها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق