و استودعتها و عجلت بالخروج و إذا برمزي يقطع عليَّ الطريق لم أتردد في إبعاده عني و هو كليل الطرف ينطقُ بانكسارٍ :
كيف أحرم نفسي منكِ أيتها الفاكهةُ اللذيذة . .
نجوتُ منه بالانضمام إلى نساءٍ قد خرجن تواً من المقبرة و . . أشبعتُ نفسي لوماً لخروجي وحيدة . و يبدو أن رمزي حسم أمره لطلب يدي ، فلم أجد إلا والداهُ ماثلان عندنا و سمعت أمه تقول :
غضةٌ كالغزال . .
أشعر بكلل السنين قد تألب بداخلي لم أعد أميز بين الأيام فكلها غدت كالحة ، إني في قمة النعاس و أتوق للحظة التي سأغوص فيها نوماً . في الصباح احتدَّ النقاش فليمونة تشددُ على الخطبة ووالدي يحتج بأنَّ تربة أمه ما تزال رطبه كما قال ، أما أنا فلم يعد ثمة ما يعيقني عن إحراز الهدف ، سأمحق الهوان لكن ينبغي أن أتأمل مشواري المديد بالتحدي و الشجن و الجنون التي كانت تقشعها شمس الأمل المضيئة داخلي و صوت الحنين الآتي من عمقي يطالبني بالحب الحق . . أخذ الفؤاد ينتفض من
الصفحة - 131 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
سبات الغبار صارخاً صرخاتٍ ، يالها من غربةٍ في الداخل و الخارج ما أشدَّ مرارتها ! ! ! خطوات جريئة على درب الإيمان نسيرُ و نصلُ بإذن الله ، سنصل مع صرخاتٍ من الحنين مشعلين حماسةً قويةً للحياة و الاندفاع بهوسٍ إلى الهدف ، يالها من طاقاتٍ هائلة أغنت نفسي بكنوزٍ مضيئة خولته أن يثور على السواد بكافة ضروبه و يجهز عليه ! لا قوة لليأس في ظل ارتدادات اللون البرتقالي الذي يضجُ حيويةً و نشاطاً ، و يصيح بقوة الأمل صيحات اللامبالاة العشوائية أمام انتشار الحزن الذي يغمر الأرجاء على جناح السرعة ، فجأةً يمتلئ الصدر بتمرداتٍ ثائرة على الشجن الدفين ليولي هارباً إلى البعيد و الصعودُ إلى قصر السماء أمرٌ يسيرٌ على مالكي مشاعل الإيمان . إنه عرض أزياءٍ لحوريات الأعمال يالهذه المشاهد الخلابة ! نفوسٌ مضاءة و ألحانٌ موسيقية تطالب بالوفاء و ضرباتُ قلوبٍ تنضح بالنقاء . . مندهشةً كيف يمتص سكان الأرض الأوكسجين عبر زجاجات القلق لتخنقهم بالوباء . . لم أعد أتبين أمراً فالحياة كلها لُفت باللون الكحلي حتى صرتُ أنبش التراب و أتعارك
الصفحة - 132 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق