_قراءة في رواية: مسير ونُثار للأستاذ: حاتم بوبكر __
بقلم صديقي وصاحبي:
الرواية، مسيرمثقل بالجراح, بالألم والمعاناة, مسير انسان يكابد الماضي بكل آهاته وأحزانه, واجه الحاضر بكل خيباته وانكساراته وهو يتشوّق إلى الآتي بعيدا عن الثرثرة والصخب والعربدة والاستئصال . مستقبل يعيد للأطفال سيمتهم وللحياة ألقها وبريقها وللربيع أصالته, بهجته وحيويته وللأرض خصوبتها , عفّتها, طهارتها كرمها وشرفها.
مسير اعتراه الأرق وشابه التوتر والحيرة والدهشة وعذابات الجسد ارتسمت وشما يصعب محوها, إنها نقوش على ذاكرة التاريخ والزمان.
مسير لا نُريده نُثارا فمن الظلمة سينبعث النور ومن الموت تولد الحياة ومن الرماد سينبعث اللّهيب ومن ربيع الأرض ورحمها تُزهر البراعم وتفوح رائحةالفل والياسمين ويستمر النخيل باسقا وشامخا من شموخ الزمان ومن الزيتون عصار يُنير الضمائر وبلسم يُشفي القلوب ويرطّب الحناجر فتهتف باسم الحرية والكرامة والصمود.
هو مسير تشبّث بأرض الأجداد والعودة إلى الوطن, إلى زهرة المدائن, طالما كان هنالك أياد تستحث المسير وتنفض النثار الذي قبع ومزق الوحدة وصهر الأمجاد وقهر صولاتهم.
لعمري إنه مسير حاتم الإنسان, بل حاتم المبدع, حاتم المعنى فانساب ثوريا نيتشويا في أسلوبه ومسعديا في لغته الابداعية وتجربته الوجودية.
حاتم تحركه ثورة الفيلسوف المتمرد على السائد وعلى الظلم والطغيان ويراوده إحساس الشاعر وذوق الفنان فتتكسّر الحدود على قلاع الحرية والأمل والصمود وتتفجر الأحلام والخيالات والابداعات ينابيعا في عقل مبدعنا ومفكرنا فيوقظ قلمه الهمم ويشحذ أسلوبه الفلسفي السير فيها رغم الانتكاسات والخيبات التي لحقتنا ووهنا منها وهن بيت العنكبوت حد الثّمالة.
مسير سيفيض أنهارا تُغرق المُغتــ....ب ونارا تحرق المضطــ........د . مسير يكون فيه الأطفال عصي حلفاء, مسير مشرق يُقبل غير مُكابر.
بقلم أستاذ الفلسفة: محمد ظافر الشهودي.
لك مني كل الشكر والتقدير لهذه القراءة الماتعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق