الرواية (عزازيل) هي ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية ، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا . كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ، وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية .
الرقوق الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا ، والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح .
كتب الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له :" أكتب يا هيبا ، أريدك أن تكتب ، اكتب كأنك تعترف ، وأكملْ ما كنتَ تحكيه ، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا :" نعم يا هيبا ، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك " .
وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت . وهناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي . ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية . ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية . وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة ، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مرتا) ، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين .
الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها ، وتمتاز في كثير من مواضعها بلغة شعرية ذات طابع صوفي كما في مناجاة هيبا لربه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق