الأحد، 5 يونيو 2022

تعلمنا بقسوتها الظروف بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ
دعوا الأقلامَ تَنْشُرُ ما يُفيدُ***فإنّ الحَرْفَ يَرْفَـــــــــــعُهُ الجديدُ
ألمْ تَرَ كيفَ تُرشِدُنا المعاني؟***وكيْفَ يُفيدُنا الرّأيُ الـــــــسّديد
مَشيْنا بالحُروفِ إلى طموحٍ***يَمُدُّهُ بالمُمارسةِ المُـــــــــــــــفيدُ
وَكُنّا نَرْقُبُ الأجرامَ لَيْلاً***وَمنْ أحْلامِنا قَرُبَ البَــــــــــــعيدُ
ستَرْفَعُنا الحُروفُ إذا اجْتَهَدْنا***وعبر الكدِّ نصْـــــــنَعُ ما نُريدُ
////
تُزوِّدُنا الحُروفُ بِما نَشاءُ***وَمِنْ أنْوارها يَرْقى البِنــــــــــــاءُ
أجوبُ بِهِ البُحورَ كما تَراني***وأسْبَحُ في المُحيــــطِ كما أشاءُ
يُعانِقُ أحْرُفي الإبْداعُ شوْقاً***ومِنْ فيْضِ المُنــى امْتَلأَ الوِعاءُ
ومِنْ جَوْفِ اليراعِ جرى مِدادٌ***سقى القِرْطاسَ فاتّضح البِناءُ
يُعَدُّ الحَرْفُ في القِرْطاسِ نوراً***بهِ الأذْهانُ يصْــحَبُها البَهاءُ
////
لِسانُ الضادِ ليسَ لهُ إشالهْ***تَزَيّنَ بالبَـــــــــــــيانِ وبالأصالهْ
لسانُ الضّادِ هلّ من السّماءِ***فأنْزلَ منْ إنارتِهِ العَــــــــــدالهْ
يَفوقُ الألْسُنَ الأُخْرى انْتِساباً***وذكْرُ اللهِ أبْلَـــــــغُ في الدّلالهْ
فعلّمْ ما استطَعْتَ لعلّ جَيْلاً***سيأْتي بالجديدِ وبالبـــــــــــسالهْ
وحينئذٍ سَنُدْركُ ما أردْنا***غداةَ البُعْدِ عَنْ سُبُــــــــلِ الضّلالهْ
////
هدانا ربُّنا هدْياً مُبينا***وعلّمنا النُّــــــــــــــــــــهى أدباً ودينا
فأخْرجنا من الظُّلُمات هديا***بِنور الذّكْرِ ربُّ العالمـــــــــينا
وليس يصحُّ في الأذْهانِ إلاّ***بما الرّحْمانُ جادَ بِهِ مُبــــــينا
لِذلكَ كانَ جَهْلُ النّاسِ عاراً***وكانَ العِلْمُ زادَ المُــــــــهْتَدينا
وإنّ العِلْمَ بعْدَ الجَهْلِ يُحْيي***وشرُّ النّاسِ مَنْ فقدَ اليَقيــــــنا
////
تُعَلِّمُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ***وَتُبْعِدُنا عَنِ الهَـــــــمَلِ الحُروفُ
نُجَدِّدُ بالمَهارَةِ ما اكْتَسَبْنا***وعِنْدَ الجَنْيِ تُفْرِحُنا القُطـــــوفُ
وما كَسْبُ الجدارَةِ بالتّمَنّي***ونَحْنُ على الرّحى دوْماً نَطوفُ
عليْنا أنْ نَقومَ بِما علينا***فتمْرُ النّصْرِ تَقْطِفُهُ السُّــــــــيوفُ
ومنْ رضيَ الجهالةَ عاشَ وَحْشاً***ووحْشُ الإنْسِ تَصْنَعُهُ الظُّروفُ
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

نَبعَ حُب بقلم محمودعبدالحميد

.. نَبعَ حُب .. مُخَضبُ قلبي بعِشقِ أزلي وحُبُ كائن قَبلَ كينونةِ أرضنا الفانية حُبُ لا يعرفُ ميلادآ ولا حياةَ  ولا ممات حُبُ يَنضَحُ ...