أَبْلِغْ نُمَيْرَاً
مَا رِمْتُ شَوْقَاً بَلِ التَّحْنَانُ فِيْ رَمَقِ
مِنْ بَعْضِ ذِكْرٍ يُزِيْلُ الهَمَّ عَنْ عُنُقِي
فِيْمَا ابْتَدَأْتُ وَعَيْنُ القَلبِ سَاهِرَةً
قَدْ لاحَ فِيْهَا مِنَ الأَحْزَانِ كَالشَّفَقِ
أَوْدَىْ بِنَفْسِيْ بِذَنْبٍ كُنْتُ أَعْشَقُهَا
حَتَّىْ رَثَتْنِيْ بِثَوْبٍ أَسْوَدٍ نَزِقِ
كَانَتْ نُمَيْرَاً رِضَابُ الثَّغْرِ تَقْطُرُهَا
وَالطَّعْمُ فِيْهَا كَطَعْمِ المَوْتِ بِالحُرَقِ
يَكْفِيْكَ بُعْدَاً فَنَارُ البُعْدِ تَلْهَبُ بِيْ
وَالجَّمْرُ طَوْرَاً يُذِيْبُ الصَّدْرَ بِالقَلَقِ
أَبْلِغْ نُمَيْرَاً مِنَ الهِجْرَانِ أَذْكُرُهَا
سِرَّاً وَجَهْرَاً فَكُنْتُ الصَّبَ بِالحَدَقِ
مَا كَانَ مِنِّيْ مِنَ الإِخْلاصِ فِيْ سَرَفٍ
إِنْ رُمْتَ حَقَّا كَشُرْبِ الخَمْرِ بِالطَّبَقِ
عَاتَبْتُ قَلْبَاً إِذَا مَا الشَّوْقُ أَتْعَبَهُ
شَيْئَاً فَشَيْئَاً كَأَنَّ القَلْبَ فِيْ شَقَقِ
مَنْ ذَا يُسَائِلْ غَدَاةَ البَيْنِ عَنْ سَلَفٍ؟
صَبْرَاً وَجَلْدَاً كَمَا أَيُّوْبَ فِيْ الخُلُقِ
مَا كُنْتُ أَكْتُبُ فِيْكِ الشِّعْرَ أَنْطُقُهُ
إِلَّا غَدَوْتُ كَطَيْرٍ طَارَ فِيْ الأُفُقِ
فَالصُّبْحُ وَلَّىْ وَغَيْرُ الصَّبْرِ يُسْعِفُنَا
يا مَنْ تَوَارَتْ عَنِ الأَحْلامِ فِيْ الطُّرُقِ
أَوْدَعْتُ قَلْبِيْ لِمَنْ بِالحُبِّ نَائِيَةً
فِيْ البُعْدِ حَتَّىْ يُضِيْءُ النَّجْمَ بِالغَسَقِ
مَا كَانَ مِنِّيْ بِدُوْنِ اليَوْمَ مَحْرَقَةٌ
إِنْ رُحْتَ فِيْهَا تَرَى الآمَالَ كَالوَرَقِ
الشاعر محمد طارق مليشو
المنية ٣١ مايو ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق