السبت، 4 يونيو 2022

هل للظل روح بقلم حسين حطاب

......................هل للظل روح ؟ 
_ ماذا بعد الطعنة وطلب الرجوع إليه ؟ هل من الإشتياق أم الندم ؟ هل بقاءها في البيت مشوية بالكدر من الصدمة تصارع الأنين وخيبة الأمل أم صحوة ضمير في الوقت بدل الضائع ؟ كما تعرف أن التحسر لا يجدي نفعا والإنتصار عليه لا يكون إلا بإعلان التبسم وإظهار الروح المرحة .
_ فلا الصبر والرضا بالقدر والإعتراف بالواقع عز نفسها ، ما ترجوه سوى أن يسامحها ويغفر لها خطيئتها ، لأن من هرعت إليه إنتقاما من حبيبها الأول هزها في كيانها فصرخت وضجرت ولم تجد من يقف بجانبها فتحولت مصيبتها إلى مصيبتين ، الخيانة وما سببه المتخلي عنها من إضطراب نفسي.
لم تستطع النعاس والنوم وليس لها من حل أمام ما يكدر صفو حياتها إلا ذاك الكهل المعروف بطيبة قلبه ، المبتسم في وجه النواغص،الصابر على الهول، المصارع للأحداث ، المحارب للهموم في عين العاصفة ، يضحك  لكل أنواع الوجوه ، ليس لها إلا ذاك الإنسان الجالس وراء شاشته رفقة صفحته يزرع فيها الكلام العذب والبسمات بكل رقة وعطف على الكل دون إستثاء ، كبارا وصغارا ،نساء و رجالا ، والأطفال الأبرياء .
_ كما تأمل أن ينس الماضي ويغلق على ملفاته في أنفاق الإهمال ، فلا يعد إليها أبدا ليقرأها ولا يتذكر منها شيئا ،تطمح بأن يقول لا علاقة للأمس باليوم ،لأن تذكر الأمس جنون لا يخدم مصلحة اليوم و الغد .
_ فهل يقبل عودتها إلى أحضانه ؟ وهل ينظر إليها بنظرة المحب المتفائل كسابق عهده ؟ وهي من حاصرته بكوابيس الهموم وجحافيل الغموم حتى لا يعيش في النعيم ، هي من هجرت مباهج الحياة  والطيبات إلى تعذيب النفس ، ومن هربت من الحدائق الغناء إلى أرض القفار و وديان الهلاك ، ومن تخلت عن الروابي الخضراء والسفوح الممتلئة بالحسن والجمال وسكنت قمم العناء والشقاء ، وبهذا عذبت نفسها لأجل نزوة عابرة فعاشت تذمر الحياة بتفاصيلها .
_ بقلمي / حسين حطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لإبتعادي أسباب بقلم إسحاق قشاقش

(لإبتعادي أسباب) لقد ضاع عمري بالغياب وشاب رأسي وضاع مني الشباب وبت لا أعرف غدي من أمسي وترهلت على جسدي الثياب ولا أعرف كيف أُرسي وكم كنا من...