تَـعَـالَـيْ نُـنَاضِـلْ يَـدًا فِي يَــدِ
لِنَصْـعَدَ هَامَ العُـلَا الأَمْـجَــدِ
فَمَـا أَنْتِ لِـي أَمَةٌ فِي الحَيَـاةِ
ولَا أَنْتِ خَـادِمَـةُ الـسَّـيِّـــدِ
ولَا أَنْتِ مِـثْلُ المَتَـاعِ يُبَاعُ
ويُشْـرَى ولَا حِيـلَـةً بِاليَـــدِ
ولَا أَنْتِ إِبْلِـيـسُ فِي مَـكْرِهِ
ولَا أَنْتِ لِي كُلُّ شَيْءٍ رَدِي.
تَـعَـالَيْ نُـحَطِّـمْ جَـمِيعَ الـقُيُودِ
ونَطْـلُبْ عُلُومًا بِـهَـا نَـهْـتَـدِي
فَـأَنْـتِ رَفِـيـقَـةُ دَرْبِـي الّتِـي
سَتَـدْفَعُـنِي لِلـطَّرِيقِ الـهَـدِي
بِـهَا أَسْتَعِينُ عَلَى العَيْشِ حُرًّا
وتُـوصِـلُـنـِي لِـلْـغَـدِ الأَرْغَـــدِ
فَلَا الطَّيْرُ، وَهْوَ كَسِيرُ جَنَاحٍ،
يَــطِـيـرُ طَـلِـيـقًــا إِلَـى الأَبَـــدِ
ولَا اليَـدُ مِنْ غَيْـرِ أُخْتٍ لَهَا
تُـصَـفِّـقُ أَوْ ثَـوْبَـهَـا تَــرْتَـــدِي
فَأَنْتِ الّتِـي وهَبَتْنِي وُجُـودِي
ولَوْلَاكِ فِي الكَوْنِ لَمْ أُوجَـدِ
تُشَجِّعُنِي إِنْ نَجَحْـتُ وتَـحْنُو
إذَا مَـا فَـشِلْـتُ ولَـمْ أَهْـتَــــدِ
ومِنْ حُـبِّـهَا أَلْهَـمَتْنِي الـمَعَانِي
ومِنْ رُوحِـهَـا أَفْضَـلُ المَـوْرِدِ
ومِن ثَدْيِـهَا قَـدْ غَـذَتْنِي حَنَانًا
ومِنْ قَـلْـبِـهَا نَـفْـحَةُ الـمُـرْشِــدِ
وأَنْتِ الشَّقِيـقَةُ قَدْ قَاسَـمَتْنِي
زَمَـانَ الصِّبَـى فَــتْـرَةَ الـمَـوْلِــدِ
وكَـمْ سَايَـرَتْنِـيَ بَيْـنَ الـرَّوَابِي
صَغِيـرًا وكَـمْ أَمْـسَكَتْ بِيَـدِي
وكُـنْـتِ الّتِـي أَسْـتَـعِـيـنُ بِــهَـا
إِذَا مَا عَـلِـقْتُ عَلَـى المِصْعَـدِ.
كَـذَلـِكَ أَنْـتِ رَفِـيـقَـةُ عُـمْـرِي
ولِـي فِيكِ أَبْـهَى عُرَى السَّـنَدِ
سَـنَـبْـنِي مَـعًـا مَا حَـلَـمْـنَا بِــهِ
ونَـنْـعَـمُ فِـي عَيْـشِنَـا الأَرْغَــــدِ
ونُنْـجِبُ طِفْـلًا جَمِـيلًا وبِنْـتًا
ونَـهْــنَـأُ بِالـبـِنْـتِ والـوَلَــــدِ...
تَــعَـالـَيْ نُـغَـنِّ نَشِيـدَ الـحَيَاةِ
سَـوِيًّا ونَصْـنَـعْ بُـنَـاةَ الـغَــــدِ
بِــعَـزْمٍ وعِــلْـمٍ وكَــدٍّ وجِــدٍّ
نُـحَـقِّقُ مُـسْتَـقْبَـلَ البَـلَــدِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق