الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

أخيرًا بقلم عبدالقادر مذكور

أَخِيرًا.....

أَخِيرًا خرجتُ مِنْ مُسْتَنْقَعِ الْمَوْتِ بَعْدَ سنين
خرجتُ لِلضِّفَّةِ الْأُخْرَى حيثُ السَّكِينَةُ وَ الْهُدُوءِ
أَخِيرًا تَحَرَّرَ كُلُّ شَيْءٍ بِدَاخِلِي
قَلْبِي اسْتَعَادَ دقّاتِه الطُّفُولِيَّةَ
وَجِسْمِي ارْتَاحَ مِنَ الْأَوْجَاعِ الْوَهْمِيَّةِ

أَخِيرًا خرجتُ مِنْ مُسْتَنْقَعِ الْمَوْتِ بَعْدَ سنين
سَوْفَ أحدّث الجميع عَنْ سجْنِهَا وَأَسَالِيبِ تَعْذِيبِهَا
سَوْفَ أدوّنها لِلْأَجْيَالِ لِأَنَّ طِفْلِي مَاتَ قَبْلَ الْوِلَادَةِ ..
مَاتَ بَعْدَ أَنْ اخترتُ لَهُ اسما مجهولا 
شرايين قَلْبِي عَادَتْ لِوَضْعِهَا الطَّبِيعِيِّ
أَصْبَحَتْ أَرَى كُلَّ الْأَلْوَانِ بَعْدَمَا كُنْتُ أَعْمَى دَاخِلَ سِجْنِهَا
خَرَجْتُ وَكَأَنِّي وُلِدْتُ مِنْ جَدِيدٍ وَلَكِنِّي بِدُونِ صَرْخَةٍ

أَخِيرًا خَرَجت مِنْ مُسْتَنْقَعِ الْمَوْتِ بَعْدَ سنين
عَادَتْ الْفَرْحَةُ لِعَائِلَتِي لِأَحْبَابِي بَعْدَمَا يئسوا مِنْ عَوْدَتِي لِلْحَيَاةِ

جروحي تَكَفَّلَ بِهَا الطَّبِيبُ مُحَمَّدٌ
هَلْ تَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ مُحَمَّدٌ ؟
هُوَ مُحَمَّدٌ وَفِي السَّمَاءِ أَحْمَدُ

أَخِيرًا خرجت مِنْ مُسْتَنْقَعِ الْمَوْتِ بَعْدَ سِنِّيِّنِ
الْآنَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَشْرَبَ الْمَاءَ وَأَتَنَفَّسَ الْهَوَاء
 هَلْ تَعْلَمُونَ ؟
الْآنَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَمْشِيَ خطوة بِأَرْجُلِي الَّتِي 
توقَف فِيهَا الدَّمُ مِنْ كَثْرَةِ الْوُقُوفِ
يَا لَيْتَهَا قّطعت ياليتها تَحَرَّكَتْ ياليتها رَكَضَتْ
الْآنَ بِإِمْكَانِي أَنْ أَتَوَسَّدَ مخدّتي بِهُدُوءٍ وَسَكِينَةٍ
وَ أغمض عيناي وَأَحْلَمُ كَكُلِّ الِاطْفَالِ الَانْ وَفَقَطْ
أَخِيرًا.... خرجت منتصرا
وفي يدي الرّاية البيضاء
رَايَةُ السَّلَامِ وَالسَّكِينَةِ

بقلمي/عبد القادر مذكور
البلد/ الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يامن اتانى على الخاص طالب النجده بقلم توفيق المجعشي

يامن اتانى على الخاص طالب النجده فاليش تهرب وتسكت كن مانتَ جيت من مايــوم جيت للان صار لك مُــــده طلبت مني قصيده وانا لك سويت ماتدري انَ سك...