لم اكتب منذ مدة و لم يؤرقني الامر ابدا ، بقدر ما أرقني خوفي من ان انسى كيف ابدأ سردي وأين انتهي به، هذا ما دفعني لتدوين أفكاري وللحظة من الزمن ادخل في حالة من اللاوعي الجزئي و تنهال علي أحرف الأبجدية كلها دفعة واحدة تنادي بالخروج في شكل كلمات وقد امضي وقتا طويلا دون ان أشعر ..
على أية حال لن ابدأ بالقاء التحية أو التمجيد فنصي السخيف هذا ليس عملا ادبيا ولا فلسفيا انه مجرد تفاهة عابرة للقارات .. كل ما في الأمر اني اردت طبع كل ما يجوب في وعيي على ورقة لمرة وللأبد .. لم يكن الأمر سهلا اطلاقا ان الساعات التي مضت لم تكن سهلة.. مرت كعبور شاحنة فوق رأسي أو على جسمي كله ... أو ربما مرت كقطعة سكاكر من فتاة مجهولة في الشارع تقذفها في جيبي .. لا أعلم من اين سأرتحل بكم هذه الليلة فكل ما يجوب خاطري هو نقطة النهاية ، لا اقصد الموت ، أو غيره من الأحداث ، و انما شيء يأبى السرد او القص ، فكما تعلمون ان تحول مشاعرك الى أحرف ليس بالأمر الهين فهو بمثابة"قشة" وليست أي قشة هل عرفتموها؟ نعم انها هي فعلا انها القشة التي قسَمت ظهر المدير وليس البعير على أية حال لقد مر بي الوقت دون أن اشعر، الي منتصف الليل نتجه الأن ، كما مر بي "ريعان" العمر ايضا وسط حفنة من الحثالة اللذين يرون انفسهم بيدق الملك في لعبة الشطرنج .. لا أود طرح الأسئلة ، اريد فقط أن ألقي بعض الأحلام تحت الوسادة ثم أستغرق في غيبوبة ، أستيقظ منها فأجد نصف ما اذكره قد حذف ، طبعا النصف أريد ان يتطهر قلبي من مزيج الغطرسة ، و الحب خصوصا ، أريد أن تحذف كل مقتنياتي ، مثل صورة حبيبتي اعلى الرف ، على الرغم من اني احبها فهي صماء بلهاء ، تتحملني ، أشتمها ، الطمها على الجدار ، و عندما أشعر بمزاج جيد أقبلها ، لكن هذا يحدث نادرا الا عندما أتعاطى أياما فاسدة بالكم الهائل قد اروح عنها و عن نفسي ، لكن مجملا لا .. كذلك مللت التغزل مللت الكتابة لمن لا يقرأ اصلا ، مللت المحادثات العابرة ، الحدث الوحيد الذي ربما قد يغير مزاجي ، هو لقاء فتاة لا اعلم بوجودها اصلا ، فنتبادل نظرات الإعجاب و اللباقة ، وسط زحام الشارع ، ثم تركب التاكسي و لا نلتقي أبدا ، على أية حال .. لا بالأحرى سحقا أشعر بأني ثمل للغاية ، سأكمل في مرة أخرى بالرغم من علمي باني لن اكمل بقية القصة ....
لاسعد بكاري تونس 🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق