أخي القارئ عسى أن يعجبك هذا الموضوع وتغوص في عمقه وتسعد بقراءته ، ولك الحكم عليه بعد إتمامه بالمنطق والعقل ، وإنه من سابق الأوان إصدار الحكم على المجهول قبل معرفته ، فهنا تكون قد ظلمتني ، وإن أبرزت حكمك على إنتاجي بعد شمه وذوقه فقد أنصفتني.
– تريد انشراح الصدر ، وإزاحة غيوم الهموم والغموم من حقله ، ترغب في ابعاد سحب النكد والكدر من قلب يأبى الإبتعاد عن أطلال الحسرة والندم ،فالدنيا واسعة ، سافر في أرجائها ، واقطع الأميال لتبصر صفحات الكون المرسوم عليها آيات الجمال المتنوع ، وأنظر من حولك إلى الحدائق الغناءة ، والجبال الشامخة ، وامتداد الصحراء الواسعة ، وتأمل في كل ما يحيط بك ، أنظر إلى الطير وخذ منه العبرة ، إلى جريان الماء في الأنهار ، وعمق الوديان ، وأفنان الأشجار الباسقة ، وتوقف قليلا عند أغمار الورود والياسمين ، متع ناظريك بأزهارها وأنفك بعبق رائحتها ، حينها تجد الإنشراح ، وتغمر روحك السعادة ، وينزاح الغطاء الأسود عن عينيك .
– إن البقاء وحيدا تعانق الألم ، تسمع أنين المحن ، وقرع طبول التشاؤم ، لهو إستسلام للفراغ الهائج الجائع أمام جحافل الأحزان ، وذاك مشروع فاشل يؤدي بك إلى مسلك الهلاك والإنتحار .
– إن الترحال في جوف النكبات ، تتلو خطب النكد ، تروي قصة المحن تدون صفحات الحسرة ، لظلم في حق نفسك ، أخرج من نفق الإتهام وسافر لتسعد وتفرح ، فكر وتدبر متأملا في مخرج يقيك شر البؤس واليأس .
– صبرا جميلا والصبر يتحلى به الرجال الذين يتلقون به كل مكروه بصدور عارية رحبة ، فكن مثل هؤلاء ، وليس لك إلا الصبر منفعة ، فإن لم تقوى على الصبر فماذا أنت فاعل ؟
– المصائب لن تتوقف بحمولتها المؤذية ، كن منتظرا لوقوعها ، فما عليك إلا بالثبات والشموخ كالجبل لا يتزحزح ، وترقب الأفضل فإن بعد العسر يسرا وإشراقة جديدة متجددة عند مطلع فجر محملا بالفرج ، لأنه عند مقارعة الكوارث و وقوفك ندا في وجه المصائب تنل ما ترغب فيه .
– الهم حقير تافه ، فلا تجعل منه خيبة تعوق طريقك ، ولا تعاسة لنفسك تشل خطواتك نحو غد أفضل ، ولا قوة ضاربة تبرد عزيمتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق