شهداءُ السّين
(17 أكتوبر 1961م)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراكَ شَهيدَ الماءِ طُهرَتُكَ النَّهرُ ...
وحَقُّكَ جَنَّاتُ الخُلودِ لها الطُهرُ
وعَينُ الفَرَنسيسِ العُداةِ تَراكَ مُذْ ...
نِبًا في أراضيها وتُهمَتُكَ الهَجرُ
وفي سابِعٍ زد عَشرَةً عامَ واحِدٍ ...
وسِتِّينَ للميلادِ أكتَوبَرَ الشَّهرُ
مُظاهَرَةٌ سِلمِيَّةٌ عاشَها جَزائِريْـ ...
يونَ تَنديدًا بما فَعَلَ الحَضرُ
وقد خَرَجَ الآلافُ فيها استِجابَةً ...
كِبارًا وأطفالًا أحاطَهُمُ الذُّعرُ
أهالي وعُمَّالٌ.. نِساءٌ تَظاهَروا ...
رِجالٌ وصِبيانٌ سِلاحُهُمُ الصَّبرُ
رَماكَ العِدى حَيًّا مُكبَّلَةٌ يَدا ...
كَ في"السينِ" مِن غِلٍ وغَيضٍ نَما الشَّرُّ
رَمَوكَ بفَيضٍ مِن رصاصٍ وعَذَّبو ...
كَ حِينًا بمِجلادِ الرَّدى فالمَنى قَبرُ
وجِسمُكَ مَجروحٌ وجُثمانُكَ الذي...
رَموهُ بماءِ النَّهرِ حتَّى طَفا الحُمرُ
وَما هَذِهِ الآلامُ إلَّا شَواهِدٌ ...
بأحرُفِها تاريخُ أجدادِنا ذِكرُ
فما قد جَرى إلَّا جَريمَةُ دَولَةٍ ...
وفيها خَنا التَّعذيبُ والقَتلُ والأسرُ
ودون اعتِذارٍ عن سَفالَةِ جُرمِها ...
عَجوزٌ لها ذَنبٌ ولَيسَ لها عُذرُ
وبَعدَ اعتِرافٍ مِن فِرَنسا بواقِعِ الـ ...
جَريمَةِ "موريسُ" الذي راقَهُ النَّحرُ
و"موريسُ بابونَ" الذي قَتَلَ الجَزا ...
ئِريِّينَ أمرًا كان أصدَرَهُ القَصرُ
وَقالَت فِرَنسا إنَّ مَن قُتِلوا لَقِلْـ ...
لَةٌ عَدَدًا والحَقُّ أنَّهُمُ كُثرُ
مِنَ الشهداءِ الحَصرُ كان ثَلاثَ ما ...
ئَةٍ أو يَزيدُ العَدُّ ما صَعَدَ الحَصرُ
كأنِّي بِكَ استَأثَرتَ نَيلَ شَهادَةِ الـ ...
مُنى في سَبيلِ اللهِ وَقَّعَها النَّهرُ
فَدَيتَ وفي جُلِّ الفِداءِ مَعَزَّةٌ ...
بِلادَكَ بالغالي ومَدفَنُكَ الصَّدرُ
فجَرحُ وقَتلُ الأبرياءِ جَريمَةٌ ...
ومَذبَحَةٌ قد أخرَسَت مَن له الأمرُ
مَجالِسُ غابٍ تَدَّعي الأمنَ والسَّلا ...
مَ والكَيلُ مِكيالانِ اَلجَمرُ والتَّمرُ
وَذَرُّ رَمادٍ في العُيُونِ وِراثَةٌ ...
مَنابُهُ تَمرٌ قِسمَةً ولَكَ الجَمرُ
فلا بُدَّ بَعدَ الليل يأتي النَّهارُ نا ...
شِرًا ضوءَهُ قد كانَ بَعدَ البَلى نَصرُ
وتُولَدُ بَينَ المَدِّ والجَزرِ فَرحَةٌ ...
إذا ما حباها الصُبحُ عانَقَها الفَجرُ
وأيقَنتَ أن لا فَخرَ بَعدَكَ للذي ...
رَواكَ بماءِ النَّهرِ شُربَتُهُ القَهرُ
لَقَد هَدَمَ الإسلامُ كلَّ الذي بَنَو ...
هُ ظُلمًا وعُدوانًا وما شَيَّدَ الكُفرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر ـ 17 أكتوبر 2022م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق