من صغري كنت أكره من يقلل قيمة أشياء بلدي؛ أن قالوا: نهر النيل طويل! قلت لنفسي نهري وطني أطول وأطول! وأن سمعت بلدًا غنيا بالتمر؛ تمرنا أطيب وأطعم!
وأن ذكروا أعداد الخيل والابل؛ انتفضت! كلا؛ جوادي الأصيل يعدوا برشاقة الأقدامِ.
بل رحت أبعد من ذلك؛ نجمات علم موطني المع من نجمات سمائي؛ سحاب غيومي لا تمطر؛ الا فوق مرابعي!
ولما كبرت، تفتحت مداركي عشقت جميع أنهر الوطن العربي، مشت دماء عروقي مع مسار تعرج خطوط النهرانِ!
فهنا دجلة والفرات يمران ببداية شرق خارطتي وقبل أن اعبر تقلبات البحر الأحمر أسلم بطريقي على نهر العاصي… الليطاني….نهر الأردن وبردى حتى يعبر نسيم هواء مائهما يعانق النيل بعنفواِنِ؛ بحرارة الأجواء تلاطف النسمات أنهر بلاد المغرب العربي؛ لتسلم على المجردة… الشليف…بورقراق… سبو الى إن يَصْب الربيع في الأطلسي.
أكملت عروق قلب خارطتي؛ دورتي ماءها الصغرى و الكبرى!
عندما يشدنا الحنين نكسر قيود المستحيل فتلامس أرواحنا صدق نوايانا، نعبر و ندق أبواب مدننا، لنسلم على أهالينا؛ تنهمر دموعنا ونحن نطوي كتاب الأيام بأيدينا؛ فتودعنا خرائط الأطلس العربي.
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق