الجمعة، 30 ديسمبر 2022

اللغة سلم التحضر بقلم البشير سلطاني

اللغة سلم التحضر 
كانت اللغة العربية تأخذ اسلوب التعاطف بين أبناء القبيلة في العصر الجاهلي إذ لم تكن لها مراكز أو دور تصون لها قواعدا تحفظ إستمرارها بل إستمدت قوامها بالتوتر كان الشعر والحكم القالب القويم الذي حافظ بقائها وصراعها المستمر مع لغات أخرى كانت سائدة إنقرض بعضها وقاوم البعض الأخر .
مدها ظهور الإسلام جرعة التطور والنهوض من جديد لما حمله خطاب القرآني من إثراء للحقل اللغوي واتخذ تعليم اللغة العربية مكانة في العقل العربي الإسلامي يتجلى ذلك من خلال كونها مفتاح حرر الأسرى في غزوة بدر بحكم واضح تحت بند حرية الأسير تساوي تعليم عشرة من المسلمين مقابل حريته وهي قمة التعامل الإنساني الذي لم ولن تعرفه البشرية ويعد إضافة في سلم التسامح والعفو عند المقدرة وتبدو رسالة الإسلام واضحة (دين السماحة ) 
لغة عززت الروح الإنسانيةلتمنع الإنسان إعلانا يعبر عن أرقى الديمقراطية كما. يسميها الآخر في حين أن الأنا كان السباق في تبليغ بلغة عربية واضحة لا لبس في هدفها جاءت لتعلم الإنسان كيف يكون ملاكا لأخيه الإنسان وتنقله من قانون الغاب الذي كان سائدا حين كان الإنسان ذئب لأخيه الإنسان من هذه الزوايا نستطيع القول أن اللغة التي حملت كل ما يعنيه المخيال الإجتماعي من تصورات ومعايير حققت الألفة والتآخي خاصة لما نزل القرآن الكريم 
على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ناطقا باللغة العربية 
مكنت من تقريب وجهات النظر بين مختلف الشعوب والقبائل وتعارفوا بينهم وأصبحوا بنعمته إخوانا وكانت اللغة العربية وسيلة التخاطب والحوار بينهم مهدت بذلك الطريق السريع والسهل لهذا التقارب واليوم تطرح علينا مجموعة من التساؤلات 
كيف أن اللغة العربية تنازلت عن دورها الريادي في النهوض بالأمة؟
وما أهمية الدور والمراكز العالمية ؟
وما هي الوصفة الطبية التي يمكن أن تعالج الأمراض المستعصية في الأمة العربية ؟
ماعلة غياب المثقف العربي لما أصابها؟
وإشكالات فلسفية تغاضى عنها المشتغل في مجال الفعل الثقافي ولم يستطع تثقيف سيفه لإجراء تشريحات جديدة 
في العقل العربي من أجل تجديد العقل العربي واجتثاث السرطان الذي تغول في العقل العربي واسكنه التيه والصرع 
أوقف حائرا أمام ما أبدعه الآخر من منجزات علمية ألغى بها الجغرافيا ويحاول توقيف الأحداث لما أعلن نهاية التاريخ مع فرانسيس فوكو ياما 
إن الأحداث الأخيرة خاصة التجمع العالمي في دولة قطر أي كأس العالم دورة 2022م أبهرت الأخر وأخرجته من قلعة التباهي والتعالي وعلمته أن الناطق باللغة العربية يستطيع بكل جدارة بناء الحضارة من جديد وبلغة كانت أساس الحضارة العربية الإسلامية من هذه الواقعة إنصرف الغرب ليعيد قراءة الذات العربية من جديد وتجاوزت أكاذيب! من شكك في العقل العربي كالفيلسوف الفرنسي أرنست رينان وقوله أن العقل العربي غير منتج ونحن نقول إنه لا يختلف عن ريمان الألماني ولوباتشفسكي الروسي .
كل الدلائل التاريخية تؤكد أن اللغة العربية لم تتنازل عن دورها في المشاركة الحضارية وقادرة على النهوض من جديد رغم المعيقات الداخلية والخارجية التي تحاول دوما 
توقيف المد الحضارة للغة العربية لما تحمله من مقومات 
النجاح بشروط واضحة المعالم منها الاهتمام بالإنسان والزمن والأرض كما قال الفيلسوف العربي مالك بن نبي 
فقط تحتاج إلى موجه أو ما يسميه هو الكطاليزار إننا أمة 
حضارية والتاريخ يثبت اننا علمنا الكثير من الشعوب وهي 
اليوم تعلن تخلفنا وضعف العقل الذي كان لهم منارة بالأمس
وهي كلها مثبطات لا تحد من عزيمة التغيير والتغلب على 
الصعوبات التي تقف عوائق أمام خروجنا من التخلف والتبعية المفروضة على أقطارنا وقبل ذلك على أفكارنا وعقولنا .

بقلم الباحث والأديب البشير سلطاني من الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...