حضر عبير طيفه يعتق أنفاسها عندما تنهد الحنين بأضلع رهيفة الحس فكانت صيحة الأنين ترنيما يهمس إليه... (إشتقت إليك) ... زهدت مقلتيها رؤياه وغرقت بغيثها وعلى حين غفلة من زمان يحول بين قلبيهما دائما... لبى ذاك البعيد النداء... إذا به يحادثها... علقت لحظات العمر في حفنة من دقات الساعة... وكان الرد يتلعثم بثغرها الضاحك الباكِ ..
أهذا انت؟! أم أمنية لحلم يقظة هالك؟!..
تمتم بضحكات يعبر نبراتها الخجل...
مازلتِ كما أنتِ!! مسامرة القمر جليسة أمواج البحر عاشقة السهر تعتقين الهوى بقوارير الأيام بلا ضجر... نعم.. أنا.. أيتها الفاتنة إبنة القمر...
أنا الذي أرقبك بضياءه وأذكركِ عند زخات المطر.. ماذا بكِ تلبسين رداء الصمت ولا أسمع منكِ إلا أنفاس تلاحقها مهابة الوداع...
قالت لا والله... فقط ادع لمسامعي رواءً لظمأ نبرات صوتك الحنون وتسجيك روحي كسبا لخريف وجدي الذي ارتجي ربيع وجودك لتزهر وجنتي بألوان الحبور.... وفجأة حال بينهما الصمت المكلوم ثم نطقا بأجيج الاشتياق معا...
(افتقدك)... تعالت إبتسامات الحب وأخذا يثرثران بذكريات لم تنسى أبدا... وقال لها أعدك بلقاء نحقق به تلك الأمنيات نعانق النجمات.. ونرسم الضحكات على ثغر الأوقات.. أعدك يا حبيبة العمر أن أبقيكِ هنا خلف أزقة السحابات بوتين ماطرٍ ولهاً لعينيك.
نال منها الصمت تارة أخرى... ثم قالت بصوت يتنهد ألما...
لطالما أرتشف الوعد بكأس الإنتظار الذي ذابت به أحلام اللقاء... لا تقل وعد عندما تذهب.. فقط عُد... ولا تأنس المغيب وتدع هذا الفؤاد المتيم يرقب طيفك بظلمات الرحيل....
قال لها برنين حانِ لا تهابي خطواتي البعيدة فأنا الساكن بجنبات روحك وأنتِ تستوطنين
أيسري.. مهما بعدت الخطى وأخذتني دروب الحياة لنا دائما لقاء.. هناك عندما يقبل القمر وجنتي البحر ويداعب أمواجه..
قالت له وأنا يارفيق الدرب وحبيب القلب أنتظرك ولو اخذت مني الأيام عمري وليلاء رأسي وصفاء وجهي... أنتظرك بيقين غرام لا ينضب... ونبض لن يكن دوما الا إليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق