قلبي_لم_ينساك_بعد
الحلقة_3
تابعتُ قراءة القرآن والصلاة لوقتٍ متأخر حتى استعدتُ توازني
خاصةً وأني لا أؤمن بهذه الأوهام ولا أخاف بعد أن أحصّنَ نفسي بالأذكار وأشحن روحي باليقين التام بالله.....فمن الحب ماقتل .
في صباح اليوم التالي لم أكن النسخة المزيفة كما عهدني الجميع بل خرجتُ للعمل وعلى غير عادتي و أناقتي المعتادة فلم أرسم ملامحي ولم أكن مبتسمة مريحة
فقد عرّيتُ روحي من كل الأقنعة..
ربما حان الوقت لأتصالحَ مع نفسي وأتخلصَ من تقمّصي الدائم لدور المتفائلة ببراعة تامة
ولكن لابد لليل أن ينحلي وتشرق الشمس لتكشف كل الظلام .
وصلت للمدرسة متأخرةً شاردة
استغربَ الجميع تأخري
وتساءلوا عن سبب إغلاق باب مكتبي راجين من الله أن يكون السبب خيراً
لا أعلم لما اتخذتُ قراري أن لا أكترث
لأحد فلن أكلف نفسي فوق طاقتها
ربما كلام الطبيبة لعب دوره كما يجب
عليَّ أن أحب نفسي واغدقها بما تحتاج فأملأ كأسي قبل كؤوس الآخرين
وأتعرف عليها وليسقط قناعي
وماذا لو تضعفني الظروف"
كان كل شيء واضحاً في ذلك اليوم حتى إني أحسست براحة
لقد أنزلت كل تلك الحمولة الثقيلة من على ظهري لقد خرجت للعالم بانهزامي
وتخلصت من عقدة نظرات الآخرين فقد أصبحت متصالحةً مع نفسي وهذه أول خطوة لنجاحي
بدأت أعترف بالضعف الذي أنا فيه من غير خجل..
ولكني بحق كنت خائفة أن ألتقي بأمجدَ صدفةً وأنا بكامل ضعفي وانهزامي ..
لقد ظنني لسنة كاملة وكل من حولي رمزاً لتخطي كل الصعاب ومنبعاً للتفاؤل والأمل
تساءلت هل سيحترمني الجميع بضعفي.. وكذلك كل من أحبوني بابتسامتي وقوتي التى أتصنعها بزيف.. وكان القرار نابعاً من رغبةٍ في مواجهة العالم بعيداً عن النفاق
لأن المواجهة السبيل للتصالح مع حقيقتي
وهل حقاً سيبتعد عني أحبتي لو كسرت كل أقنعني ..
باشرت عملي في مكتبي بعبوس وشرود هاربةً من أعين الناظرين ثم انهمكتُ في كتابة اعتراف صريح
من أنا
كنت أجيب بكل صراحة
أردت أن أتعرف على نفسي لأحبها
كيف أحب شخصاً دون أتعرف إليه..
مضى الوقت سريعاً في ذلك اليوم فكنت أغوص أكثر في حقيقتي
أنغمس أكثر في تحليل ما أحب وما أكره
أراقب الساعة في يدي وكأنني أريد للوقت أن يقف
لأتعرف أكثر على عالمي..
وقبل انتهاء وقت العمل سمعتُ أصواتَ الزملاء والزميلات تناديني بينما كنت أخفي وجهي بين أوراقي وكم كنت أتضرع لله بأن ينقذني و مواجهت الجميع بانهزامي لأجد في أعينهم كل الحب لحقيقتي الساطعة..
مونيا بنيو منيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق