الخميس، 27 أبريل 2023

الخداع بقلم عمر أحمد العلوش

( الخداع )

سلوكٌ ذميمٌ دنيء ، بعيدٌ عن القيم الأخلاقية السويّة والوجدانية الجميلة ، ينطوي في ثناياه على مجموعة مركّبة من الصفات القبيحة .. فالمخادع كاذبٌ مدلّس تنطوي سريرته على الغش ، ينسج أفعاله في الظلام كالخفافيش
فالشِباك تُنسج في الليالي الحالكة ...

إنّ من مستلزمات الخداع وركيزته الأساسية ومحوره هو الكذب ، ومكوناته الخبث واللؤم و خسة الطبع ، فالمخادع قطعاً هو كاذب بأفعاله وأقواله ، كما أن فعل الخداع يحتاج مراوغة وتضليل وتحايل ، فالمخادع محتال ، فكم من سنٍ ضحك لك وفي القلب خديعة مبيّتة .

وقد يكون هدف الخداع هدفاً حسياً أو نفسياً أو اجتماعياً أو وجدانياً ( مريضاً ) وقد يكون عاطفياً ،وأياً كان هذا الهدف فهو هدف قذر لا قيمة أخلاقية له .

إنّ المخادع دائماً خاذل للمخدوع لدرجة أنّ المخدوع قد تعتريه صدمة أو صعقة وجدانية مما رآه من خادعه فكل شيء قد بدا وظهر خلاف ماكان عليه ، وهذا ما يجعل المخدوع في حالة عدم استقرار في وجدانه واضطراب في روحه ، وفي تقييمه لمن حوله وفقدانه الثقة بهم .

أمّا المخادع فهو يعلم هدفه ومرماه ومبتغاه ونواياه المبيّتة ؛ فلا تأخذه رحمة ولا رأفة في ضحيته ، بل و قد يحاول الإجهاز عليها وأسوأ مافي المخادع أنه يأتي فعله بأعصابٍ باردة .

لكنّ يقينا أنّ المخادع مهما كان من الدهاة قد يكسب موقفاً أو قضيةً أو جولة أو أكثر من ذلك بكثير ...
لكنّ الأمور ومنطقها في منتهاها لا تستقيم له ، فالمخادع خاسر 
وكن على ثقة أنّ أفضل ردة فعل تجاه المخادع ؛ أن تعيده لموقعه الأول غريباً عنك كما كان ، وبذلك يخسر من حوله ، ويخسر أن ينعم بأي نبض للجمال في حياته ، فهو خاسر لذاته وخاسر لرضى ربه .

د. عمر أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غابة اللبلاب بقلم سامح رشاد

سامح رشاد  غابة اللبلاب. "ربما طَافني طَائِف واختَفى" هأنذا أطأ حوافّ المجرة بنصف عين قربة مائي سرقها اللصوص وكلما أمرُ على أهل قر...