كي لا تموت مرتين، صن كرامة الروح و النفس.
أعلم أنك تستقبل الألم بصمت، تعطي دوما فرصة ثانية للغير حين يخطأ، والوقاحة هي لمن يتمادى و يستغل طيبة القلب، واقعية التأنيب، إخلاص وخلاص للروح و النفس، تقويم اعوجاج و كسر، حط الرحال بمحطة توقف، صديق الصدق و صداقة الزيف، بحث حتيت بحذيث داخلي، أنت فيه المذنب، بمحض الإرادة لا بالغصب، تكسي السداجة الطيبة فتعتلي النية الصادقة مصاف الصف، و تأتي الصفعة التي تنهض من الغفوة، بها ظل أحجب ضوء شمس صيف خريفي موسمي الأصل، تحت بها نفسك بعد تيه أوصلك لهاته المحطة، فلا عتاب ولا أسف وندم ينفع، ما لم يصحى ذاك الضمير الحي الميت، ينادي الصوت بالأعماق كفاك وعد ، عد إلى صوابك فالذنب ذنبك، حين سمحت للآخر بإهانتك و سعى لتجريدك من طيبوبتك، و غدا قاسي وغد، أنت له خانع خاضع، يأسرك و يوثقك الوعد و العهد لصداقة أصلها زيف، التزمت ألا تخون و لا تغدر، وبالأخير أنت من انقلب عليك الأمر، غدر و هجر،لست بحيوان أنت حين تحافظ على إنسانيتك، عفويتك طيبوبتك، لكن كان عليك أن تتأمل في حقيقة الأمر، أن سعادتك هي اعتزال صغار العقول، فقد تماديت حين ركضت بينهم ، هي معادلة لا تستحق بأن تضحي من أجلها بالحياة و الوفاء بينهم، ومعاشرتهم منذ الأول، كنت دوما عصاميا تتطلع للمجد، ألم يراودك سؤال توجهه للنفس، ( لن أضحي من أجل هدف باطل) ألم تكتسب معنى الحياة والموت من أجل الشيئ المقدس كرامة الروح و النفس.
أما الآن فلا تتعب في تصحيح ما قد فسد، لا تتكلم لتبيح لهم فرصة الرد، فآذانهم كانت ولازالت بها وقر، ولو نظفوها بكل حين و أمر، كي لا تموت مرتين صن كرامة الروح و النفس، اتركهم بباحة نصرهم المزيف، يبتهجون و يرقصون ، و يتباهون بما فازوا وراء هذا الغدر و الهجر، فسلامك الداخلي هو أرقى مبلغ، لا تك مستعجل متسرع متهور، كي تنتقم ، لست ملاك على النحو الأفضل، لكن إياك أن تنزل منزلة الشيطان مثلهم أو أكثر، احمل على عاتقك داك الوزر إن ظلموك، فكيف لك ألا ترضى بهدايا منهم لك قدمت، أنت تعلم أنها حسنات في ميزانك تثقل، عند حسيب رقيب لا خطئ.
كي لا تموت مرتين، صن كرامة الروح و النفس، كن دوما ذا خير ونفع، فهو فيك متأصل متجدر، و اترك لهم الشر حصاد لكل فشل، عصامي أنت فلا تنتظر من أحد أن ينهضك بعد سقوطك، أسند نفسك بنفسك، فلما طالما وجدت في مسيرتك أسوارا احتميت بها و كان أصل ساسها هش، ولولا إرادتك لما تحملت، كنت دوما من يقرر أي مسار تسلك، فكافح وناضل ولا تستسلم فحثما ستصل، محطات هي قد خلت، صادفت فيها من رآك حمل وديع و نصب نفسه عليك ذئب شرس، صادفت من بدوت له مرتدي الحزن، وهو لا يعلم بأن الحزن شربة الكل منها ينهل.
كي لا تموت مرتين، صن كرامة الروح و النفس،لا تجعلهم يشفقون عليك زيف، فالقليل من يبقى بمنزلة الصدق و الحب، كل حي يرزق تأتي فيها لحظات يتغير عنك، ينتقل بمحض إرادته فيتسلق سلما غير الذي كان له من ذي قبل، يعود مفعما بالكره و الغيرة و الحقد.
كي لا تموت مرتين ، صن كرامة الروح و الجسد، واجعل دناءة صداقتهم هي من تصحح لك النظر، تعيد لك البصر يشع، وتصبح عند شفافية الرؤية من زاوية أفضل، فالكثير ممن صادفتم يبدون لك الإبتسامة، وبدواخلهم سيف حثما استشهر بعدما سنحت لهم فرصة الغدر ، ألا تتذكر، سخرية سوداء يا ما أضحكتهم أفزعتهم، و محياهم تغيرت على مرئى العين، لكن كانوا دوما يصرون على أن تلج مثلهم عالم الظلم، وتصير بينهم كالعبد يؤمن بنموذجهم الأحقر، هي أفكارهم ورؤى خبيثة نهلوها.
كي لا تموت مرتين، صن كرامة الروح و النفس، و اشدد على حبل الإبداع بروح الإنسانية، و انشد سلام الروح و النفس بالكرامة، ولا تنسى أبدا أن الذنب ذنبك إن سمحت للغير، أن يعاملك كما يحلو له ، وأنت دوما تتنازل و تتقبل باسم الصداقة والصدق، فيسترخصك الكل.
.....كانت مجرد محطة توقف.....
أبو سلمى
مصطفى حدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق