الخميس، 1 فبراير 2024

إبريقٌ مكسور بقلم محمد قرموشة

إبريقٌ مكسور ************
تكتسحُ جفوةُ الصمتِ
ظُلمةَ السُخَامْ...
يجتاحُ الصقيعُ الأشيبُ
بعتادهِ الثقيلِ 
تضاريسَ الغيوبْ...
يجتاز حدودي المبعثرة
في عالمٍ بائسٍٍ لم يقرأْ 
وجهُ الشمسِ تفاصيلهُ 
المتوارية في كنانةِ القدرْ...  
أفِرُ بذاتي
إلى حَضيضِ الماضي
أنبشُ الركامْ...
أجمعُ شظايا أملٍ باردٍ
تناثرَ في جُعبِ الأيامْ...
أتسولُ حرارةَ أنفاسي
الشاردةَ في مملكةِ الحطامْ...
ينخزُ مهمازُ الشوقِ 
حنايا صدري
أصرفُ سرائرَ قلبي
بالمدادِ والأقلامْ...
عنيدةٌ ذاكرةُ الحنينِ 
ٌترفضُ أبداًُ أنْ تنامْ...
عيوني خابيةُ
سبيلٍ مهجورٍ
تنضحُ من طرفها 
دموعَ الآلامْ...
عُمري مثلَ قِنديلٍ لاهثٍ
أوشكَ على النضوبِ 
والإنهزامْ...
نورهُ الخافتُ يتسلقُ
على جدرانِ أحزاني
تُفككُ شعلتهُ أزرارَ الظلامْ...
يَقبضُ اليأسُ عليها
فتخبو خَلفَ قضبانِ الأوهامْ...
تَذبلُ ببطءٍ شديدٍ
وتموتُ زهرةُ الخزامْ...
تنتحبُ شواطئ المقلِ
دمعاً يسحُّ حسرةً 
على أمنياتٍ تشردتْ
كإبريقٍ مكسورْ...
دفنهُ القدرُ الثبورْ...
ترى هل يبدو أني
غرقتُ في دوامةِ المجهولْ...؟
من سينتشلني إذاً
من غياهبِ جُبٍ عتيقْ...؟!
إن كان يُبصرُ
أنَ في هذهِ الدنيا سرورْ... ********************
محمد قرموشة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...