الأربعاء، 26 يونيو 2024

ثقافة الحياة بقلم علوي القاضي

،،(!)،،ثقافة الحياة،،(!)،، [ 3 ]
بقلمي : د/علوي القاضي.
... أخى الكنود ، يجب أن تؤمن أن الله سبحانه وتعالى ليس ضدك ! ولاسعادتك ، وليس عدو لك فهو يحبك ، ومن الممكن أن يبتليك ، لأنه يريد أن يسمع صوتك وأنت تدعوه وتضرع إليه ، فلاتخاف من أقداره ، ولاتظن أنه لايستجيب لدعاءك ، من الممكن أن يؤخر الإستجابة لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى جل شأنه ، ولكن الله سيستجيب وينفذ ماتهفو إليه نفسك بل وأكثر مما تريد ! ، واعلم أن كل أقدار الله خير ، كلها حرفياً بغض النظر عن ظاهرها قد تكون في ظاهرها ضرر ، ولكن الله يختزن فيها كل النفع ، فمفارقة الغاليين عليك ، من الممكن أن تكون هي اللحظة التي تكون سببا في دخولك الجنة ، بصبرك وثباتك وتحمل ألم الفراق ! ، حتى العمل الذي كان حلمك وفرصة عُمرك وضاع منك ، أكيد لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ، كان من الممكن أن يؤثر على نفسيتك ، أوكان سيغيّرك للأسوأ ، وأكيد ربنا سيعوّضك بعمل أفضل تستطيع أن تكسب منه ثواب في الدنيا والآخرة ، لازم تؤمن إن مع كل مِحنة منحة وحِكمة ، وهناك سبب قوي ومنطقي ، لكنه خَفي ، ولأنه خفي أصبح من الضروري أن نؤمن بقدر الله ونثق في حكمه ، لأن ربنا دائما يختار لنا الخير ، لكننا أصبحنا منطقيين زيادة عن اللزوم ودائما نبحث عن تبرير لكل حاجه ، دعاءك وتضرعك وتحقيقه ، والقدر وتنظيمه مسؤل عنه الخالق سبحانه ، فثق في قضاءه وقدره وتأكد أن كل الخير فى أى قدر يحدث لك ، ( اللهم أقدر لنا الخير حيث كان )
... فاحرص ألا تتصف بصفة ( الكنود ) ، أي الجاحد لنعم ربنا عليه ، من أجل هذا ربنا ذكر جحود ونكران الإنسان مع ربّه ( إن الإنسان لربه لكنود ) ، رغم أنّ الله أنعم علينا بنعم كثيرة ، لاتُعدّ ولاتحصى ، إلاّ أننا غير مُعترفين بها ، ولاراضين بحالنا ، ودائما ساخطين على أقدار الله ، ومع أول إبتلاء نطعن في حكمة وعدل ربنا ( إلا من رحم ربي )
...نصيحة ( إمسك عليك لسانك ) ، فقط إغلق فمك ، إذا أردت شراء منزل أغلق فمك ، أوشراء سيارة جديدة أغلق فمك ، أوتتزواج أغلق فمك ، ولوكنت ستذهب في أجازة أغلق فمك ، أوستأخذ حصة أغلق فمك ، ولوحصلت على ترقية أغلق فمك ، لأن 99 ٪ من أحلامنا التي لاتتحقق عندما يفترض بها ، هو أننا نتكلم عنها مبكرا جدا ، وللأشخاص الخطأ في الوقت الخطأ ، لطالما أخطأنا في مشاركة خططنا مع أشخاص يدعون أنهم أصدقاء وماهم إلا منافقون ، فالحسد والغيرة كافيان ليهدموا ماكان يمكن أن يكون قبل أن يحدث ، لذلك إغلق فمك ، لأن غالبية أصدقائك والمقربين ، ربما يريدون رؤيتك وأنت بخير ، لكن لايريدون رؤيتك أفضل منهم أبدا ، مجرد إقتراح مني أن تغلق فمك ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )
... للأسف كلنا نتمتع بصفات البشرية ، والنفس أمارة بالسوء ويحيط بنا الطمع فنحن بداخلنا جزء طماع ، لكن الذكي هو من يستطيع التغلب علي هذا الجزء ، نلاحظ دايما في قصص الطلاق ، لما زوج ينفصل عن زوجته مع إنها نموذجية معاه جدا ، ويتجه لإمرأة أخرى يقولوا ( دا ميملاش عينه إلا التراب ) ، هذا الموقف له عندي تفسير ينطبق على الطبيعة البشرية للإنسان ، هناك نظرية إسمها نظرية ( ال 80 % و ال 20 % ) ؟! ، هذه النظرية تقول ، أن أي علاقة زوجية ناجحة ، الطرف الواحد فيها لايستطيع أن يحصل علي أكتر من 80 % من الطرف الٱخر ، ال 80 % دول بيبقوا سكن وحب ومودة وإحترام وتشجيع ومشاركة ومسؤولية وحاجات أخرى كثيرة ، غالبآ حياتهم تستمر بلا منغصات ، حتى يظهر الطرف الثالث ، اللي معاه ال 20 % اللي ناقصين ، فيبدأ يبهر أحد الزوجين ، لأنه يملك إحتياجات ( ال 20 % ) التي لايملكها الطرف الأساسي ( اللي بيملك ال 80% ) ، ويلاقي نفسه من غير مايحس بدأ يروح وراء الشخص اللي معاه ال 20 % و ينجذب له ، وينسي الطرف الثاني ( شريك حياته ) اللي معاه ال 80 % ، وبعد فترة ، بيعرف إنه كان مخطئ وإن ال 20 % دول لايلبوا احتياجاته وكانت نزوة ، لكن للأسف يكون وقتها ال 80 % راحوا ، وصعب جدا يرجعهم ، احنا كلنا بفطرتنا جوانا هذا الجزء الطماع ، والعاقل من الزوجين عنده جزء تاني إسمه الرضا بأي حاجة ، الجزأين بيكملوا بعض ، وبيعملوا توازن يساعدنا إننا نختار صح ، لكن أول ماالتوازن يختفي ، يتحكم فينا جزء واحد بس ، فإما نبدأ نطمع ونشوف نفسنا نستاهل أحسن وننجذب لل 20 % اللي ناقصانا ، أونرضي بحاجات أقل من ال 80 % ونيجي علي نفسنا بنسبة كبيرة فنكمل حياتنا مع شريك حياتنا 
... من أجل ذلك أحبابي ، الحب أوالارتباط عامًة ، لايقاس ب مين الأحسن ، لأنك دايما ستجد أحسن من الطرف اللي إنت مرتبط بيه ، في جزئية معينة ، فالكمال لله وحده ، وممكن جدا تقابل شخص ناجح أكثر ، أو مثقف أكثر ، أوعاقل أكثر ، لكنه يقاس بنسبة ال 80 % لأنه يعمل كل مافي وسعه لكي يسعدك !  
... كل بني آدم الأسوياء بفطرتهم عندهم مميزات وعيوب ( ونفس وماسواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ، ولو شريك حياتك مميزاته أكتر من عيوبه ! ، يشجعك ويحترم قراراتك تستمر الحياة الزوجية بسلام ، من أجل ذلك ، أول ماتلاقي ( ال 80 % ) ، حافظ عليهم ، ولاتذهب لل ( 20 % ) اللي ناقصينك ، عشان مفيش حد فينا كامل  
... ولوعايز تشوف حقيقة الناس اللي حواليك وتقيمهم بجد ، أقع ، أو إتعب ، أو إبعد ، وشوف كام واحد ينتبه لوقوعك ، أويشعر بتعبك ، أويلاحظ بعدك ، وقتها فقط ، ستعرف حقيقة شعور كل واحد من حواليك ، وسترى وجوه الناس علي حقيقتها ، لأن حقيقتهم تنكشف في البعد والحزن والخصام ، دعك ممن يدعي حبك ، ويتقن ألفاظ النفاق الإجتماعي ! ، أصل كل واحد يظهر حينما يكون تحت إختبار وضغط معين ، مثلا أما تعرفه نقطة ضعفك ، أوتعتمد عليه ويخذلك ، وقتها ستعرف كل إنسان علي حقيقته  
... وبقدر مايصيبك من ألم نفسي بسبب صدمتك بمعرفة الحقيقة بقدر ماستكون في قمة الإرتياح ، إن ربنا كشف هؤلاء المنافقين وأبعدهم عنك
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

كان سرابا بقلم أحلام العفيف

"كان سرابا" ما ضلّ الهوى يوما وما كذب  إنّ المحبّ لا يسلو وإن غاب  هي أقدارنا كُتبت علينا  لقاء دون تخطيط  وفراق دون إرادة أو ارتق...