أنين الليل
خلف ستائر ليلٍٍ من ليالي ديسمبر البالية ،وقفتْ خلف زجاج نافذتها تتأمل السماء العالية...تفحصتها ..كانت ملبدة بالغيوم ومن القمر والنجوم خالية..فتحت النافذة وأطلتْ لتستنشق بعض هبات الهواء النقية الصافية..لسعها برد قارس فأغلقت النافذة ، أطلقت زفرة كانت محبوسة في أعماقها.. عانقت نفسها وفركت دراعيها ..إرتجفت مكانها...فرت دمعة من عينيها..راحتْ بفكرها تعبر إلى أزقة العمر الماضية ،إمتطيتْ صهوة ذكريات قديمة حانية ،وركبتْ أمواج الحنين العاتية ، سارت بها وسط زحام أيام بعيدة.. تبحث عن قلب شريد..بحثت هنا بحثت هناك حتى وجدته أخيراً بعد عناء..كان ملقاً خارج سور قفصها الصدري تحت ضوء مصباح يتيم، قلب مليئ بالكدمات مغطاً بوشاح ممزق قديم،سمعت صوت إصتكاك شرايينه ،قلب متهالك يئن من وجع الخذلان السقيم..يتوسد رصيف ذكريات قديمة مزقت نياطه المُليم..
إقتربتْ منه علها تعرفُ عِلته و تداوي جُرحه الأليم...عارضها صارخاً: إبتعدي عني، إرحلي وتركيني ماعدت أقوى على البوح فجرحي عميق غائر في الصميم... أرجوك إرحلي وتركيني لصمتي هو كفني وهو من سيخلصني من قسوة جرح قديم...
تركتْ النافذة وعادت إلى السرير...إختبأتْ وسط فراشها الدافئ الوثير رغم ذلك لم تستطع السيطرة على نفسها..كانت ترتجفُ من ذكريات باردة برودة الزمهرير .. راحت تبكي قلباً كانت الثقة ذنبه الكبير حين صدق وعوداً و أحلاماً وأساطير حتى صار ضحية من إدعى يوماً أنه غروبه الأخير.
حورية قاسمي بنعمرو
وجدة المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق